عبر عدد من الشباب الراغبين في الهجرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية عن صدمة كبيرة عقب إعلان الإدارة الأمريكية تعليق برنامج القرعة، وهو القرار الذي خلف حالة من القلق وخيبة الأمل، خاصة في صفوف الشباب المغربي الذي كان يعلق آمالا واسعة على هذه الفرصة.
وجاء هذا القرار بعد إعلان وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، تعليق العمل ببرنامج القرعة، على خلفية حادث إطلاق نار بإحدى الجامعات الأمريكية، مشيرة إلى أن المشتبه في تنفيذ العملية سبق له الاستفادة من هذا البرنامج، ما أعاد الجدل حوله في الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية.
وخلف هذا الإعلان ارتدادات واضحة خارج الولايات المتحدة، خصوصا في المغرب، حيث ينتظر آلاف الشباب موعد القرعة سنويا باعتبارها إحدى السبل القليلة للهجرة القانونية، في ظل أوضاع اجتماعية واقتصادية توصف بالصعبة، وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب.
وفي هذا السياق، عبر عدد من الشباب عن تخوفهم من أن يتحول تعليق البرنامج إلى قرار دائم، ما سيغلق بابا ظل مفتوحا لسنوات أمام فئات واسعة تبحث عن تحسين أوضاعها المعيشية.
ويقول كريم وهو شاب مغربي يبلغ من العمر 26 سنة، في حديث مع بلادنا24 ، إنه كان ينتظر هذا العام بفارغ الصبر، وأشعر بأمل كبير في الهجرة، غير أن خبر تعليقها جعلني أقلق كثيرا، ولكن رغم ذلك ما زلت سأستمر في التسجيل عند عودتها، حيث ما لا يوحد بديل واضح، وهذه القرعة كانت بالنسبة لي فرصة حقيقية .
ويرى متابعون أن استمرار تشبث الشباب بقرعة أمريكا، رغم عدم استقرارها وغياب ضمانات واضحة حول مستقبلها، يعكس حجم الإحباط وانسداد الأفق الذي تعيشه فئة واسعة من الشباب المغربي، ويدفعهم إلى الرهان على الهجرة كخيار وحيد.
ويؤكد هؤلاء أن تعليق البرنامج، حتى وإن كان إجراء مؤقتا، من شأنه أن يفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية، ويعيد إلى الواجهة أسئلة عميقة حول واقع الشباب، وسبل توفير بدائل حقيقية داخل بلدانهم، بدل الارتهان لحلم الهجرة وانتظار الحظ.
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
