احتفل الشعب السوري قبل أيام بانتصار الثورة السورية العظيمة، تلك الثورة التي كلفت سوريا رجالها ونساءها وأطفالها، ودمّرت بنيتها التحتية بالكامل من مساكن وتعليم وصحة واقتصاد. فقد هُجّر أكثر من 12 مليون سوري، وقُدّر عدد ضحايا الحرب بـ600 ألف شخص، إضافة إلى عشرات الآلاف من المفقودين، والأيتام بلا مأوى ولا مسكن ولا طعام. كان النظام وحشياً، ويعد من الأبشع في التاريخ البشري، إذ أباد شعبه بالقنابل الكيماوية والمقابر الجماعية. لكن إصرار وصمود الشعب السوري للتخلّص من هذا الطاغية، مَنّ الله عليهم بالنصر، فهرب طاغيتهم، كما يهرب الجبناء في جنح الظلام. وتعد الثورة السورية واحدة من أطول الثورات في التاريخ، إذ استمرت 14 عاماً، تلتها الثورة الفرنسية، التي استمرت عشر سنوات، ثم الثورة الجزائرية، التي دامت ثماني سنوات. وقد قسمت سوريا إلى أكثر من ست مناطق نفوذ، توزعت بين تركيا وإيران و«حزب الله» وأمريكا والنظام السابق وروسيا وتنظيم داعش، إضافة إلى أكثر من خمسين فصيلاً معارضاً. كانت ساحة صراع شديدة التعقيد، وواحدة من أكثر الساحات دموية في التاريخ العربي، بل وربما في العالم. ولكن بالإرادة والتصميم، استطاع قائدها أحمد الشرع، هذا الشاب الذي لم يتجاوز عمره 28 عاماً عند اندلاع الثورة، ومن دون أي خلفية سياسية أو عملية أو عسكرية، أن يحقق انتصاراً عظيماً للشعب السوري، وعلى الرغم من الجدل حول خلفيته، فإنه سرعان ما أدرك أخطاء تلك المرحلة، وعدّل مساره، وركّز في قضيته الأساسية على تحرير سوريا من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس
