نظر إلى صورته في المرآة، ورأى العرق يسح من جبينه، فتناول منديلاً ورقياً، وأزاح البحر المالح عن جبينه، ثم نظر مرة أخرى، فرأى المرآة على الجبين تسقط تاريخاً، تجلّى في الدنى قوافل معرفة، تحمل على أسنمتها زاد العمر، وبعض مزايا لمرحلة كانت تتزين بتقاليد أزهى من الحلي، وأجمل من خد رخيّ، وأنعم من قصيدة غزلية،.
وقف الأبيُّ مؤزراً بجيش من المشاعر النبيلة، وصار ينظر إلى عينيه اللامعتين ببريق الفرح عندما تذكر زماناً كان فيه المرء يغسل يديه بالتراب، ويذهب لعناق الوردة عند عتبة باب منزله، ثم يعود ويقطف ابتسامة من محيا الجميلة التي وقفت بانتظاره، لعله يحتاج لمودة أكثر نبلاً، لعله يود أن يصافح كفين يفيضان بالدفء، ثم يغادر إلى نخلته التي تنتظر حدوث اللقاء الأقدس، بين درة الأرض، وجذر الانتماء إلى تراب علّم الإنسان كيف يحفر في الطين كي تبزغ عروق الأرض عن ماء السلسبيل، وهناك تحت ظل الأنامل الطويلة، توقف، وتأمل حلم النخلة، وهي تضم العناقيد، كأنها الحبلى في ساعة التفكير في أسباب الفطرة، والغريزة النبيلة، ونظر، ثم نظر، وتأكد له أن هذه النخلة لو هز جذعها طفل لتساقط الرطب جنياً، وأثرى الجياع حتى فاضوا رخاء، وثراء، وفرحاً، وبأهمية أن يكون لأيدينا أصابع طويلة، لا تنتظر من يناولنا لقمة الظهر، أو.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
