مع انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا بالمغرب، لاحظ كثير من المواطنين ارتفاع أسعار المشروبات والمأكولات في المقاهي، وهو ما أثار جدلا واسعا حول استغلال بعض المحلات لهذه البطولة الشهيرة لزيادة أرباحها.
وحسب تصريحات متفرقة لمشجعي المنتخب الوطني لـ بلادنا24 ، فقد لاحظ العديد من الأشخاص بمختلف المدن ارتفاعا ملحوظا في أسعار القهوة، المشروبات الغازية، والوجبات الخفيفة في بعض المقاهي، خصوصا أثناء عرض المباريات على الشاشات الكبيرة.
ولم يقتصر الأمر على رفع الأسعار فقط، بل شهدت بعض المقاهي أيضا فرض رسوم إضافية على المقاعد أو على الدخول لمتابعة المباريات.
ويشير خبراء الإقتصاد إلى أن هذا السلوك قد يكون جزءا من آلية العرض والطلب في فترات النشاط الرياضي الكبير، حيث يزداد الإقبال على المقاهي خلال المباريات المهمة، ما يدفع بعض أصحاب المحلات لرفع الأسعار مؤقتا.
ومع ذلك، يرى آخرون أن هذه الزيادات أحيانا تتجاوز الحدود المعقولة، ما يجعلها تعتبر استغلالا للبطولة على حساب الزبائن العاديين.
أمر متوقع.. ولكن
وفي هذا السياق، يرى المحلل الاقتصادي، كريم التوزاني، أنه من الناحية الاقتصادية، رفع الأسعار خلال الأحداث الرياضية الكبرى هو أمر متوقع إلى حد ما، إذ أن الطلب على المشروبات والوجبات يزداد بشكل كبير، ما يجعل بعض أصحاب المحلات يستغلون هذه الفترات لتعظيم أرباحهم .
وأضاف التوزاني في تصريح لـ بلادنا24 ، أنه ومع ذلك، هناك فرق كبير بين التكيف الطبيعي مع العرض والطلب، وفرض زيادات غير مبررة تتجاوز قدرة المستهلك العادي على الشراء، خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية ، معتبرا أن المستهلك الذكي يمكنه في بعض الحالات تجنب هذه الزيادات عبر اختيار توقيت ومكان الاستهلاك بعناية، أو البحث عن بدائل أقل تكلفة، لكن هذا الحل لا يعفي أصحاب المقاهي من مسؤوليتهم الاجتماعية والأخلاقية .
وأكد المتحدث عينه أنه على المقاهي الموازنة بين تحقيق الأرباح وحماية مصلحة الزبائن، خصوصا خلال البطولات الرياضية الكبرى التي يشارك فيها شغف ملايين المغاربة .
وخلص المحلل الاقتصادي إلى أن وجود رقابة ومتابعة من الجهات المعنية أمر ضروري لضمان أن تكون الأسعار عادلة، وأن تحافظ المباريات على أجواء الحماس والمتعة، دون أن تصبح عبئا ماليا على الجمهور .
هذا المحتوى مقدم من بلادنا 24
