تحولات صناعة التبغ.. البدائل الخالية من الدخان تتصدر المشهد

تشهد صناعة التبغ تحولاً كبيراً مع توجه الشركات نحو المنتجات الخالية من الدخان، بما يعكس نموذجاً شبيهاً بتحول صناعات أخرى من الوقود التقليدي إلى الطاقة النظيفة. وأكد توماسو دي جيوفاني، نائب الرئيس للاتصالات الدولية في شركة فيليب موريس إنترناشونال، أن هذا التحول يهدف لتقديم خيار أفضل للمدخنين الذين لا يرغبون في الإقلاع التام عن التدخين، إذ توفر المنتجات الخالية من الدخان انخفاضاً كبيراً في المواد الكيميائية الضارة مقارنة بالسجائر التقليدية.

وأوضح دي جيوفاني أن أكثر من 41 مليون شخص حول العالم انتقلوا لاستخدام البدائل الخالية من الدخان، فيما توقف العديد منهم نهائياً عن السجائر التقليدية.

لكنه أشار إلى أن المعلومات المضللة ما زالت تشكل عقبة أمام المدخنين، إذ أظهر استطلاع في الإمارات أن 81% من المشاركين أكدوا حاجتهم لمعلومات دقيقة حول هذه البدائل لاتخاذ قرارات صحية وصحيحة.

وأضاف أن الرسالة الواضحة تبقى أن الإقلاع التام عن التدخين هو الخيار الأفضل، لكن البدائل المدعومة علمياً تُعتبر أفضل بكثير من الاستمرار بتدخين السجائر التقليدية.

تجربة اليابان نموذج يُحتذى يظل التدخين تحدياً صحياً عالمياً، إذ يتسبب في نحو 8 ملايين وفاة سنوياً، بينما ما زال أكثر من مليار شخص مدخنين رغم جهود مكافحة التدخين، وأكد الخبراء أن النيكوتين ليس المسبب الرئيسي للأمراض، بل المواد الكيميائية السامة الناتجة عن احتراق التبغ.

وتبرز تجربة اليابان كنموذج ناجح، إذ أدى إطلاق منتجات التبغ المسخن على مدى 9 سنوات إلى انخفاض مبيعات السجائر بواقع 34% بين 2015 و2019، بينما وصلت حصة

البدائل إلى أكثر من 20% من السوق.

وأكدت دراسات علمية مستقلة من جمعية السرطان الأمريكية والمجلة الدولية للبحوث البيئية أن انخفاض مبيعات السجائر مرتبط بشكل مباشر بتوافر البدائل الخالية من الدخان، ما يعزز فرص تحقيق مستقبل خالٍ من التدخين التقليدي.

مفهوم الحد من أضرار التبغ يُظهر الواقع الحالي أن نحو مليار شخص حول العالم ما زالوا يدخنون، رغم معرفتهم بالمخاطر، ما يجعل التدخين تحدياً كبيراً للصحة العامة.

وأوضح الخبراء أن حرق التبغ عند درجات حرارة عالية ينتج أكثر من 6000 مادة كيميائية، منها 100 مادة سامة، وهي السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، وليس النيكوتين كما يعتقد الكثيرون.

وبحسب دي جيوفاني، يمكن للمدخنين البالغين الذين لا يرغبون في الإقلاع التام التحول إلى بدائل مثبتة علمياً وخالية من الدخان لتقليل تعرضهم للمواد الضارة بشكل كبير، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في نقص الوعي والمعلومات الدقيقة، ما يتطلب جهوداً مشتركة من القطاع الصحي والجهات التنظيمية لضمان وصول المعلومات الصحيحة للمدخنين.

وتشمل التجارب الرائدة في هذا المجال المملكة المتحدة ونيوزيلندا، اللتين تشجعان رسمياً استخدام المنتجات المُشرّعة كبديل للسجائر التقليدية، بما يعكس نجاح نموذج اليابان في خفض مبيعات السجائر وتحقيق تحول تدريجي نحو مستقبل خالٍ من الدخان.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 19 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 29 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات