«غولدمان ساكس» يتوقع نمو اقتصاد أميركا بـ2.6% في 2026

مع تسرّب التوقعات الاقتصادية للعام المقبل قبيل عطلة عيد الميلاد، برز تباين لافت بين فريقي الاقتصاد في «غولدمان ساكس» و«سيتي غروب» بشأن آفاق الاقتصاد الأميركي، وهو نقاش قد يكون مفيداً لاستشراف ما قد يحمله عام 2026.

فريق «غولدمان ساكس»، بقيادة جان هاتزيوس، وصف نفسه بأنه «متفائل» مقارنة بإجماع التوقعات، وذلك في مذكرة وُجّهت إلى العملاء الأسبوع الماضي. ويتوقع البنك أن يسجّل الاقتصاد الأميركي نمواً بنسبة 2.6% في المتوسط السنوي خلال 2026.

ويضع هذا التقدير «غولدمان ساكس» في المرتبة الرابعة بين أكثر 77 توقعاً تفاؤلاً جمعتها «بلومبرغ»، وفي المرتبة الأولى بين بنوك «وول ستريت».

في المقابل، يأتي «سيتي غروب» بتوقع أقل بنصف نقطة مئوية تقريباً، عند 2.1%، وهو مستوى ينسجم إلى حدّ كبير مع الوسيط البالغ 2.0% في أحدث استطلاع لـ«بلومبرغ». ويبرز التباين بين المؤسستين بشكل خاص مع بداية عام 2026.

«الفيدرالي» يرفع توقعات نمو الاقتصاد الأميركي إلى 2.3% في عام 2026

ويقرّ فريق «سيتي غروب» للاقتصاد الأميركي، بقيادة أندرو هولينهورست، بأن كثيراً من المحللين تبنّوا سيناريو تسارع النمو في النصف الأول من العام، إلا أنهم كتبوا في تقريرهم الأسبوع الماضي: «نحن متشككون» حيال هذه الحجج.

مبنى «غولدمان ساكس» في مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، في 18 يناير 2022.

ويتوقع «غولدمان ساكس» «نمواً قوياً بشكل خاص للناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من العام المقبل»، مدفوعاً بتراجع أثر زيادات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب موجة من ردّيات الضرائب بنحو 100 مليار دولار إضافية الناتجة عن حزمته المالية الرئيسية، فضلاً عن أوضاع مالية ميسّرة في ظل دورة خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.

غير أن «سيتي غروب» أقل اقتناعاً بذلك. إذ يقدّر البنك قيمة ردّيات الضرائب الإضافية بنحو 30 إلى 50 مليار دولار فقط، كما يرى دعماً محدوداً من الأوضاع المالية الميسّرة، مشيراً إلى أنها لم تنجح هذا العام في منع ارتفاع معدل البطالة. وبلغ معدل البطالة أعلى مستوياته منذ 2021، في حين يسجّل أحد المؤشرات الرئيسية للأجور والمزايا أضعف وتيرة ارتفاع منذ أربع سنوات.

توقعات بتسارع نمو الاقتصاد الأميركي خلال 2025

وفي ما يتعلّق بتراجع حالة عدم اليقين، كتب اقتصاديّو «سيتي غروب» أن «هناك أدلة محدودة على أن تباطؤ التوظيف في النصف الثاني من 2025 كان نتيجة عدم اليقين المرتبط بالتجارة أو بسياسات أخرى». ويُعدّ ضعف سوق العمل عنصراً أساسياً في رؤية البنك، إذ يسلّط الضوء على أرقام ضعيفة للتوظيف ونمو الأجور.

وأضاف البنك: «سيناريو الأساس لدينا يفترض بقاء التوظيف عند مستويات متواضعة، ما يؤدي إلى تباطؤ نمو الدخل واستمرار التراجع في إنفاق المستهلكين».

ويتفق البنكان على أن صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي سيواصلون خفض أسعار الفائدة في 2026، مع توقع «غولدمان ساكس» خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس، مقابل 75 نقطة أساس لدى «سيتي غروب»، مع إقرار الطرفين بإمكانية مزيد من الخفض. وكما عبّر «غولدمان ساكس»، فإن المخاطر «تميل بوضوح إلى الاتجاه التيسيري»، وهو ما يعكس تركيز البنكين على المخاطر السلبية التي تحيط بتوقعاتهما.

أشار «سيتي غروب» إلى أن «تراجع أسعار الأسهم وإعادة تقييم آفاق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يشكّلان مخاطر سلبية حادة لتوقعاتنا»، إلا أن الخطر الأكبر يبقى الارتفاع الحاد في البطالة. وأضاف: «لا توجد حالات في التاريخ ارتفع فيها معدل البطالة بشكل متواصل لهذه المدة حتى وإن كان الارتفاع محدوداً من دون أن يزيد بما لا يقل عن نقطتين مئويتين من القاع إلى الذروة».

أما فريق «غولدمان ساكس» فصاغ الأمر على النحو التالي: «تظل نقطة الضعف الرئيسية هي حدوث تصدّع في سوق العمل الأميركي، إذا ما تحوّل ضعف الوظائف إلى مرحلة يصبح فيها خطر الركود احتمالاً جدياً مجدداً».


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 33 دقيقة
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 22 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة