أفاتار.. الجزء الثالث يسقط في فخ التكرار. ثلاث ساعات من المعارك المكررة.. زمن طويل بلا مبرر

تحكي الأسطورة الإغريقية بيغماليون، عن ذلك النحّات الذي ضاق ذرعا بنساء عالمه، فقرر أن يصنع تمثالا لامرأة من الرخام، كاملة الجمال، خالية من النقص البشري. وما إن أتمّ تمثاله حتى وقع في غرام التمثال، وراح يتوسل إلى الآلهة أن تبث فيه الحياة، فاستُجيب دعاؤه، وتزوج من صنيعته. وهي أسطورة عن المبدع الذي يُفتن بما صنع، حتى يصبح أسيرًا له، غير قادر على الفكاك منه.

يبدو جيمس كاميرون، صانع سلسلة Avatar، وكأنه أعاد تمثيل ميثولوجيا بيغماليون مع فيلمه الأخير. خلق عالمًا مذهلًا في جزأين سابقين، شاركناه إياهما بفيض من الدهشة والانبهار. إلا أنه بات مفتونا بهذا العالم إلى حد الانغماس. لم يعد قادرًا على مغادرته، ولا حتى تطويره. مفتون بشخصياته حتى لو لم يعد لديها صراع جديد، مفتون بمخلوقاته حتى لو غابت الضرورة الدرامية، مفتون بالشكل حتى لو تآكل المضمون.

باختصار، حبس مخرج «تيتانيك» نفسه داخل كوكب باندورا، كما حبس بيغماليون قلبه داخل تمثاله.

زمن طويل بلا مبرر

يأتي Avatar: Fire and Ash بمدة زمنية تبلغ 3 ساعات و17 دقيقة، في تحدٍّ صريح لنصيحة ألفريد هيتشكوك الشهيرة بأن «الفيلم لا يجب أن يتجاوز المدة التي تستطيع أن تتحملها مثانة الإنسان». صحيح أن تاريخ السينما عرف أفلامًا عظيمة تجاوزت هذه المدة، مثل «ذهب مع الريح» و«لورنس العرب» و«العرّاب»، لكنها أفلاما كانت تمتلك ما يبرر هذا الطول: تحولات درامية، قفزات زمنية، وتطورات في الشخصيات وملاحم جديدة من نوعها.

أما أفاتار الجزء الثالث، فيستهلك زمنه في إعادة تدوير ما سبق. المعارك مكررة، الصراعات هي ذاتها، أدوات استدرار العاطفة لم تتغير، المخلوقات البحرية الغريبة لم تتطور إلا من حيث الحجم! لا جديد جوهريا يفرض نفسه، ولا رحلة درامية تبرر هذا الامتداد المرهق.

استعادة الصراع

يستهل الفيلم أحداثه من شعور عميق بالذنب والرثاء لضحايا عائلة سولي الذين سقطوا في معارك الجزء السابق. حالة وقوف على الأطلال، ومداواة للندوب النفسية، يقابلها استعداد دائم لمواصلة الكفاح ضد المستعمرين من جانب شعب النافي الأزرق (السكان الأصليون لكوكب باندورا).

في المقابل، يواصل الغزاة البشريون حلمهم القديم: السيطرة على الكوكب وتحويله إلى مستعمرة فضائية صالحة للحياة، عبر خطة أكثر إحكامًا وتنظيمًا، يقودها مجددًا ذلك العسكري المتحول لجسد ناڤي الكولونيل مايلز كوارتيتش (ستيفن لانغ).

الوجوه ذاتها بلا تحوّل

يعود النجم سام ورذينغتون في دور «جيك سولي»، المحارب البشري القديم الذي أصبح أبا وقائدا داخل عالم الناڤي، وتعود «زوي سالدانا» بدور «نيتيري»، زوجته المنتمية بأصالة لشعب الناڤي، وقد صارت تتعامل بغضب وعنصرية ضد كل من يشبه البشر الذين قتلوا ابنها في الجزء السابق. بينما يواصل ستيفن لانغ أداء دور العدو الأزلي الذي يقود مخطط المستعمرين لإفناء السكان الأصليين والسيطرة على باندورا.

مساحة أكبر تُمنح لشخصية سبايدر (جاك شامبيون)، المراهق البشري الذي نشأ بين شعب الناڤي فصار واحدا منهم، إنسان بالجسد، ناڤي بالانتماء، مثل «طرزان» لكن على كوكب باندورا. يركز الفيلم على معضلته الحيوية: عدم قدرته على التنفس في هواء باندورا إلا عبر قناع خاص.

من هنا، يبني كاميرون خطا أساسيا لدراما الفيلم، حيث يفكر جيك الأب في التخلي عن سبايدر وتسليمه للبشر، حماية له من الموت في ظل.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة القبس

منذ 18 دقيقة
منذ ساعتين
منذ 23 دقيقة
منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 48 دقيقة
صحيفة الراي منذ 6 ساعات
صحيفة الراي منذ ساعة
صحيفة السياسة منذ 8 ساعات
صحيفة القبس منذ 4 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 5 ساعات
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 20 ساعة
صحيفة الجريدة منذ 52 دقيقة
صحيفة الأنباء الكويتية منذ 7 ساعات