مادة إعلانيـــة التضامن الإنساني هو مبدأ سامٍ ونبيل، دعت له جميع الأديان السماوية والثقافات البشرية، بوصفه أساسا للتكافل والتعاون المُجتمعيّ لتحقيق العدالة وحل الأزمات وترسيخ التعاون لحفظ كرامة الإنسان وتلبية احتياجاته الأساسيّة، ليس ذلك فحسب، بل تمكينه من النمو الذي يحقق له القدرة على تطوير نفسه وترقية مصادر دخله والاعتماد على نفسه.
ومع الأزمات والكوارث الطبيعية والنزاعات البشرية في هذا العصر، وارتفاع أعداد ضحايا الحروب فإن الحاجة تزداد إلى تعزيز التضامن بين الشعوب، مما يتطلب تعزيز كفاءة العمل الإنسانيّ الذي لا بد أن يتوافق مع القوانين والمعايير الدوليّة بحيث يكفل احترام حقوق الإنسان، وعدم ربط المساعدات التي تقدم له بأي أهداف أو أجندات خاصة.
من هنا فإن الاحتفال باليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي صادف بداية الأسبوع الجاري يأتي للتذكير بأهمية هذه المبادئ، وأنه عمل دائم ومستمر على مدار العام، وليس مجرد مناسبة أو شعارات وبرامج مؤقتة، فهو جزء أساسي وركيزة لصون السلم والأمن الدوليين. فالعالم أحوج ما يكون إلى الإعلاء من شأن هذا الإرث الإنساني وتأكيد قيم التضامن والأُخوَّة والتعاون في مواجهة التحديات الإنسانية والإنمائية العالمية.
لذلك ينبغي النظر إلى التضامن الإنساني على أنه أحد القيم الأساسية والعالمية التي تقوم عليها العلاقات بين الشعوب، فالدول الكبرى مهما بلغ شأنها الاقتصادي ومهما قطعت من مراحل التطور والنماء تظل في حاجة للدول الأقل منها نموا، ولا تستطيع أن تعيش بمعزل عنها لأنها تمثل لها سوقا لمنتجاتها ومصدرا للمواد الخام الضرورية للصناعة. لذلك ينبغي عليها تعزيز تضامنها مع العالم والإنسانية جمعاء، وأن يقوم نهجها على التوازن والاعتدال ومناصرة الشعوب والوقوف إلى جانبها.
خلال العقود الأخيرة اتسع مفهوم التضامن الإنساني، حيث لم يعد يقتصر فقط على مجرد تقديم المساعدات الإغاثية بشكلها التقليدي فقط، بل أصبح يشمل نقل الخبرات ونشر التقنيات الحديثة وتسريع التطور التكنولوجي، وتوفير الخبرات التي تعين الدول الفقيرة على التطور والنماء. إضافة إلى المساعدة في القضاء على الظواهر السالبة مثل المخدرات والإرهاب.
ولأن العولمة جعلت عالمنا المعاصر مثل القرية الواحدة، فإن تسهيل الوصول إلى التنمية والرخاء في جميع الدول يظل عاملا رئيسيا لتحقيق السلم العالمي والقضاء على بؤر التوترات الأمنية التي تهدد الجميع. فالعديد من الدراسات والأبحاث تشير بوضوح إلى أن الإرهاب وإن كان ظاهرة عالمية لم يسلم منها أي من الدول إلا أنه يزدهر ويجد أرضا خصبة في المجتمعات الفقيرة التي تعاني من تدهور التعليم وغياب المؤسسات التربوية. لذلك فإن هذه المجتمعات ــ في سبيل القضاء على بؤر التطرف والإرهاب ــ تظل في حاجة لمساعدات غير تقليدية، وهو ما انتبهت إليه القيادة السعودية الحكيمة التي تركّز.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
