حين تستيقظ في منتصف الليل البهيم، ويقول لك جسمك: لقد اكتفيت من النوم! أو لعلها الساعة «البيولوجية» غير المنضبطة نتيجة النوم على أسرّة في مدن مختلفة في أوقات متلاحقة، بحيث تصحو أحياناً، متسائلاً ومتثائباً أين موقعي من الجهات الأربع؟، ولا تدرك ذلك إلا إذا أمسكت بطرف السرير، وكأنه يعيد لك بعض توازنك المفقود، لأن المخدات خادعة في الظلمة فلا تعرف تركيا من النمسا، ولا أي مساء مدينة كان يضمك في يقظتك المتكاسلة.
في منتصف الليل، وحين برّقت عيناك، مثل عيون الشواهين، وددت لو أن أحداً كان مستيقظاً ساعتها، خاصة أولئك الأطفال الذين يظلون يترفسون، ويرافسون طوال الليل، تريد أن توقظ «سهيلة»، فتسمع ونينها من فوق الغرفة، وتقول: خليها.. حرام! لا تريد أن تنهض من سريرك، لكي لا يطير الرقاد، فتفكر لو أنك تستطيع أن تفتح التلفزيون، متمنياً فيلماً مشوقاً، بطلته «بروك شيلدز»، وحين تهم بفتحه، مع حرصك على تقصير الصوت، لدرجة لا تسمعه أنت المستيقظ، معتمداً على الترجمة فقط، تسمع صهيل «سهيلة»: «تراك.. حشرتنا! إذا تريد أن تشغّل التلفزيون روح الصالة». ولكني لا أريد أن أذهب للصالة، مثل ضيف أتى في غير وقته، ولا يعرف شيئاً في المدينة، وفلوسه قاصرة، ويحب أن يتخيطر على أولاد عمه الذين لا يكنون له وداً مقبولاً، تلوذ بالصمت، وتتمنى لو تغمض عيناك، تظل تتقلب، مرة جهة اليمين، ومرة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
