ابو بكر ابن الاعظمية
في السياسة الدولية، لا تُقاس التصريحات بحدّتها اللحظية، بل بما تتركه من أثرٍ تراكمي في الذاكرة السيادية للدول، وبما تُسجّله من التزامات أو تهديدات قابلة للمحاسبة لاحقًا. من هنا، لا يمكن المرور على تصريحات إلهام أحمد عبر قناة اليوم التابعة لـ«قسد» مرور العابر، ولا التعامل معها كخطاب إعلامي عاطفي أو رد فعل ظرفي، بل يجب حفظها حرفيًا، لأنها تشكّل وثيقة سياسية مكتملة الأركان، تصلح لأن تكون أساس مساءلة صارمة في المستقبل.
لغة تتجاوز الدبلوماسية إلى التهديد الصريح
حين تقول المتحدثة باسم «قسد» إن على دمشق وأنقرة الحذر من العبث معنا، وإن أي تصعيد ستكون له تبعات، فهي لا تخاطب الداخل المحلي، بل تتعمد توجيه رسالة إقليمية ذات سقف مرتفع. هذا الخطاب، في الأعراف الدولية، لا يصدر عن كيان سياسي شرعي، بل عن تنظيم مسلح خارج بنية الدولة، يحاول فرض معادلة الأمر الواقع بلغة التهديد لا بلغة التفاوض.
أما الإعلان القاطع بعدم الاندماج ضمن الجيش، والتأكيد على أن المنطقة قرارها بيدنا ولن نتنازل عنها، فهو نسف مباشر لأي مسار سيادي أو تفاوضي، ويضع صاحبه في مواجهة صريحة مع مفهوم الدولة الواحدة، أرضًا وجيشًا وقرارًا.
«سلاحنا ونفطنا ملك لنا» اعتراف مكتمل الأركان
أخطر ما في التصريحات ليس حدّتها، بل صراحتها. حين يُقال على الهواء: سلاحنا ونفطنا ملك لنا، فهذا ليس رأيًا سياسيًا، بل إقرار علني بالسيطرة غير الشرعية على ثروات سيادية، وبامتلاك قوة عسكرية خارج إطار الدولة. في القانون الدولي، هذا النوع من التصريحات لا يُمحى مع تغيّر التحالفات، بل يُحفظ كدليل، ويُستدعى ساعة الحساب.
والأخطر أن هذه التصريحات جاءت بعد لقاء مع إسرائيل، ما يضيف بُعدًا إقليميًا بالغ الحساسية، ويطرح أسئلة مشروعة حول طبيعة الضمانات التي دفعت إلى هذا السقف.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية
