بعد أيام يهل هلال العام الميلادي الجديد 2026، لا أحد يريد أن يتذكر عام 2025، ما حدث فيه لبلادنا، وما تعرضت له الأوطان من اغتصاب للأراضي وهدم للمدن وإعدام للعمران ومختلف وسائل الحياة في غزة، لا أحد يسعى إلى نبش الذاكرة لكي تخرج ما لديها من آلام وعذابات وأحزان على وطن صامت وأطفال يُشَرّدون، ونساء وشيوخ تموت بدمٍ بارد، كانت لحظة في غفلة أمة، وضعف من إرادة، وزوال نِعَم.
هكذا كان المشهد الإقليمي العربي في منتهى العجز والسواد، وهكذا كان الوهن والتراجع عنواني المرحلة، ودليلين قاطعين على ما أصاب أمتنا في صميم هويتها، ومركز ثقلها، وموطن عزتها وكرامتها.
لم يتصور أكثر المتشائمين في التيارات المعاكسة، وأصحاب المواقف المتناقضة، أن تهجم إسرائيل بكامل عدتها وعتادها، فتتطاول على الحرمات، وتعتدي على المقدسات، وتدخل البيوت والأزقة من دون سابق إنذار أو دون مقدمات.
للأسف الشديد، ورغم ما نمتلكه من مقومات وإمكانيات، ورغم ما نؤمن به من ثوابت ومرتكزات، وعقائد وحقائق ودلالات، إلا أننا لم نستطع دبلوماسياً أن نوقف هذا السيل الجارف من الكراهية والتطهير العرقي الذي يقوده المتطرفون في حكومة نتنياهو، وبمباركة واضحة، وصمت مشبوه من الغرب والعرب على حدٍ سواء.
لم يتصور أكثر المتشائمين من مفكرينا أن يبلغ الصمت العربي مداه، ويكتفي المسؤول والمواطن والمفكر والخبير بمجرد الشجب والتنديد، بمجرد إصدار البيانات، وعقد المؤتمرات وإقامة الندوات، والمشاركة في الاجتماعات. لم أتصور أنا شخصياً أن يمتد الوهن العربي، ويتفاقم الضعف الشعبي، ويتراجع المشروع القومي للحدود الباهتة الرخوة التي أصبح عليها في السنتين الأخيرتين تحديداً، أي بعد السابع من أكتوبر من العام 2023.
الوضع العربي في عام 2026 لا يحتاج فقط إلى المساهمة في إعادة إعمار غزة، فالاحتلال مازال جاثماً على القطاع، فلا وقف حقيقيا لإطلاق النار، ولا نهاية لحرب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من جريدة النهار الكويتية
