عبد الصمد بنشريف: شكرا الوزير بنسعيد لقد نفذتم بنجاح مخطط تدمير وتبخيس وتتفيه مهنة الصحافة

ألا يجب أن نتقدم بوافر الشكر إلى الوزير الشاب المهدي بنسعيد متعدد المواهب والقطاعات، على ما أنجزه خلال ولايته تجاه قطاع الصحافة والإعلام. يُحسب له، أنه نفذ بأمانة ووفاء وإخلاص فصول مخطط غير مسبوق تمت هندسته في الغرف المظلمة لتدمير وتبخيس وتتفيه مهنة الصحافة، وإطفاء ما تبقى من أنوار في قصرها الذي استبيحت حرمته، وتحول إلى مرتع للمنحرفين وممتهني الضرب والجرح والنصب والاحتيال؟

لماذا حوّلتَ الساحة الإعلامية في المغرب إلى فضاء يصول فيه و يجول المدّعون، و الحمقى، ومروّجو الخطابات الضحلة، والأخبار الكاذبة؟

لم يعد الأمر مجرّد اختلاف في الرأي، بل صار اعتداءً سافرًا على حرمة الصحافة، وانتهاكًا فجًّا لمصداقيتها، من طرف من يقتاتون على الابتزاز والتشهير، وعلى تبخيس القيم، والحضارة، والثقافة، والفكر.

هؤلاء لا ينتجون معرفة، بل يشيعون السخافة، ويغذّون الفضاء العام يوميًا بأطنان من التفاهة، وبسرديات ركيكة تتدثّر زيفًا بلبوس الحداثة والجرأة على كسر الطابوهات.

والأدهى أن معظمهم يختفي وراء أقنعة مفضوحة، وأجندات مكشوفة، يقضون وقتهم في تفصيل وطنية على المقاس، يفسّرونها وفق أهوائهم، وبما ينسجم مع مصالحهم الضيّقة.

يوزّعون شواهد حسن السيرة، وصكوك الغفران، ويحلّلون ويحرّمون، ويقيمون محاكم لتفتيش النوايا، والأفكار، والمواقف.

ثم ينصّبون أنفسهم حماةً للمصالح الوطنية، وناطقين رسميين باسم الدولة، حتى عندما لا تطلب منهم ذلك، ولا تفوّضهم فيه.

هل نحن أمام فوضى عابرة في المشهد الإعلامي؟ أم أمام نمط جديد وخطير، يُفرغ الصحافة من معناها، ويختزل الوطنية في شعارات حسب الطلب؟

كيف يمكن مواجهة هذا الانحراف دون السقوط في نفس المستنقع؟


هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جريدة كفى

منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 6 ساعات
هسبريس منذ 9 ساعات
جريدة أكادير24 منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 8 ساعات
هسبريس منذ 12 ساعة
هسبريس منذ 9 ساعات
موقع بالواضح منذ 7 ساعات
هسبريس منذ 16 ساعة