أكد المحلل السياسي، أحمد المهدوي، أن زيارة الوفد الليبي الذي كان يقوده رئيس الأركان العامة محمد الحداد إلى تركيا كانت زيارة روتينية معتادة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارات تأتي عادة بعد الاجتماعات التي يعقدها رئيس الحكومة مع القيادات العسكرية في طرابلس، بهدف اطلاع الجانب التركي على مجريات الاجتماعات ومناقشة الملفات المطروحة.
وأوضح المهدوي، في تصريحات على قناة العربية الحدث ، أن هذا الإجراء أصبح تقليديًا ضمن عمل حكومة الدبيبة، حيث لا يتم عقد أي اجتماع عسكري إلا ويتم توثيق ما دار خلاله ومشاركته مع الجانب التركي.
وبخصوص حادث سقوط الطائرة، أفاد المهداوي، أن الطائرة كانت تقل خمسة أشخاص بينهم الفريق محمد الحداد والفريق الفيتوري غريبيل، والعميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي، إضافة إلى كابتن الطائرة، مؤكّدًا أن الإعلام الليبي يعتمد في تغطيته على المعلومات الواردة من الإعلام التركي.
وأشار إلى أن الليبيين يترقبون نتائج التحقيقات الرسمية لتحديد مصير الطائرة وركابها، مع الإشارة إلى أن خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة تتلقى المعلومات حصريًا من الجانب التركي، بما يعكس حجم الغموض المحيط بالحادث في الوقت الراهن. موضحاً أن مصير الطائرة وركابها لا يمكن التأكد منه إلا بعد فحص الصندوقين الأسودين لتحديد سبب الحادث، سواء كان عطلًا فنيًا أو عاملًا آخر، مشيرًا إلى سماع دوي انفجارين في موقع سقوط الطائرة.
كما أبدى المهدوي، استغرابه من إعلان رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وفاة ركاب الطائرة قبل إعلان السلطات التركية الرسمية، مؤكداً أن الحادث وقع بعد حوالي ربع ساعة من إقلاع الطائرة من منطقة هايمانا قرب العاصمة التركية أنقرة، على بعد سبعين كيلومترًا.
وشرح المهدوي، أن زيارة المسؤولين إلى تركيا كانت مرتبطة بطبيعة الاجتماعات العسكرية التي عقدها رئيس حكومة الوحدة، مع القيادة العسكرية لمناقشة ملفات الأمن والتسلسل القيادي، بما في ذلك إطلاق حملة عسكرية جديدة وفق رؤية الحكومة، واستهداف بعض المجموعات المسلحة التي تُعد عقبة أمام تعزيز السلطة.
وأضاف أن هذه الخطط تأتي ضمن مساعي أممية لحل الأزمة في ليبيا، وإعادة تشكيل حكومي أو وزاري، وتعزيز التشكيلات الأمنية والعسكرية بمجموعات مختلفة القوة، مستشهداً بعمليات سابقة في مدن مثل صبراتة ومقتل المطلوب دولياً أحمد الدباشي المعروف بـ العمو .
وأكد المهدوي، أن هذه الملفات العسكرية والسياسية لا يمكن لحكومة الدبيبة تنفيذها دون تنسيق مع تركيا، مشيراً إلى الدور المحوري الذي تلعبه الأخيرة في دعم الحكومة الحالية.
هذا المحتوى مقدم من الساعة 24 - ليبيا
