كشفت مصادر دبلوماسية لهيئة البث الإسرائيلية "كان" أن الرياض بعثت في الأسابيع الأخيرة رسائل مباشرة إلى واشنطن، أكدت فيها أن السياسة الإسرائيلية في سوريا تمثل عائقا إضافيا أمام أي تقدم في مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وحملت هذه الرسائل موقفا واضحا مفاده أن التدخلات الإسرائيلية في الشأن السوري تتناقض مع هدف استقرار الدولة السورية وتضعف الثقة في إمكانية بناء علاقات طبيعية في المنطقة.
ورغم أن الشرط المركزي الذي تضعه السعودية لأي مسار تطبيعي لم يتغير- والمتمثل في تحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين في القضية الفلسطينية- إلا أن الملف السوري بات يُنظر إليه في الرياض كعامل جديد يثقل الاتصالات غير المباشرة.
وتعتبر القيادة السعودية أن إسرائيل تسعى لإبقاء سوريا ضعيفة أو منقسمة، وهو ما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تثبيت الاستقرار هناك.
استياء من إسرائيلوخلال الأشهر الماضية، عبّر مسؤولون سعوديون في محادثات مغلقة مع نظرائهم الأميركيين عن استياء متزايد من الخطوات الإسرائيلية في سوريا، معتبرين أنها لا تنسجم مع التوجهات الإقليمية نحو إعادة دمج دمشق في محيطها العربي.وتشير التقديرات إلى أن الرياض بدأت توظيف هذا الملف كورقة ضغط إضافية في أي نقاش يتعلق بالتطبيع.
وأوضح مصدر من العائلة المالكة أن القلق في الرياض يتزايد من أن إسرائيل "لا ترغب بدولة سورية مستقرة بل بدولة منقسمة"، محذرا من أن هذا التوجه لا يقتصر على الساحة السورية، بل ينعكس أيضا على لبنان والضفة الغربية، ما يعزز قناعة السعودية بغياب نية حقيقية لدى إسرائيل للسلام.
وبحسب تقديرات دبلوماسية، فإن غياب تفاهمات أمنية واضحة في سوريا سيزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، ويُبعد أكثر احتمالات التطبيع بين الرياض وتل أبيب الذي يبدو أصلا بعيد المنال في ظل الإصرار السعودي على ربطه بالمسار الفلسطيني.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
