7 أسباب تُكبد النفط 20 دولاراً في 2025.. وسيناريوهان محتملان بـ2026

تلقت أسعار النفط ضربة موجعة خلال العام الحالي 2025، وتتجه صوب تسجيل خسائر حادة تتجاوز الـ 20 دولارا بعدما قفزت مطلع هذا العام إلى مستويات فوق الـ 80 دولاراً للبرميل، في ظل اختلال ميزان العرض والطلب وتحولات جوهرية في سياسة «أوبك+».

وخلال العام المقبل الموشك على البداية بعد أقل من أسبوع، تتجه أسعار النفط للمضي قدماً في أحد طريقين: الأول يرجح أن يتجاوز النفط مستويات الـ 70 دولاراً، والثاني يتوقع ربما نزول الأسعار دون حاجز الـ 50 دولاراً مع تفاقم أزمة العرض وتباطؤ الطلب.

أكبر مكاسب في 46 عاماً.. هل يأفل نجم الذهب بعد ارتفاع 1900 دولار؟

رؤية أوسع

تدخل أسعار النفط عام 2026 وهي محاصرة بين فائض معروض واضح ونمو طلب هش، ما يجعل أي صعود مرهونا بتدخل «أوبك+» أو صدمة جيوسياسية غير متوقعة، وفي غياب ذلك، يبدو أن السوق تميل إلى مرحلة أسعار منخفضة ومتوازنة، لا انهيار حاد ولا قفزات مستدامة.

ورغم تباين التوقعات، يبقى سيناريو الهبوط دون 50 دولاراً قائما إذا استمر فائض المعروض وتباطأ الطلب، خصوصاً في ظل تسعير الأسواق للمخاطر مسبقاً. أما تجاوز 70 دولاراً، فلن يكون نتيجة أساسيات السوق بقدر ما سيكون رهينة قرار سياسي أو اضطراب مفاجئ في الإمدادات.

ماذا فعل النفط في 2025؟

ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» تسليم فبراير وفقاً لأحدث إغلاق 4 سنتات للبرميل، لتصل إلى 62.28 دولاراً للبرميل عند تسوية تعاملات أمس الأربعاء.

زاد سعر تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم فبراير إلى 58.40 دولار للبرميل، رابحًا سنتين.

في خمسة أيام يرتفع خام غرب تكساس بنسبة 4.25%، كما صعد خام برنت القياسي بنسبة 3.6%.

خسر خام برنت القياسي بنسبة 1.7% خلال ديسمبر، تراجع خام غرب تكساس أقل من 0.3%.

في الربع الثالث نزل خام برنت القياسي بنسبة 10.1%، كما هبط خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 10.5%.

خلال 2025، تراجع خام برنت القياسي بنسبة 17.4%، كما هبط خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 18.7%.

استقواء الين ينعش شبهة التدخل.. هل تتحرك طوكيو بعطلة السيولة الضعيفة؟

لماذا سقط النفط في 2025؟

خلال الأشهر الأخيرة، تعرضت أسعار النفط لضغوط واضحة نتيجة تباطؤ النشاط الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وأوروبا.

عمقت هجمة تعريفات يوم التحرير الجمركية، التي أطلقها الرئيس الأميركي في أبريل من العام الحالي، أزمة الأسواق، وزادت من مخاوف تباطؤ الاقتصاد العالمي، ما ضغط أكثر على طلب النفط تزامنًا مع اتساع فجوة المعروض.

لعبت السياسة النقدية دوراً محورياً في الضغط على أسعار النفط، فاستمرار معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعاً قلّص شهية الاستثمار وأضعف النشاط الاقتصادي.

في الوقت ذاته، ضغطت قوة الدولار الأميركي، حتى مع التراجعات الأخيرة، على أسعار النفط، الأمر الذي يجعل النفط أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ما يحدّ من الطلب العالمي عليه.

رغم محاولات تحالف «أوبك+» إدارة السوق عبر خفض الإنتاج، إلا أن التخلي عن التخفيضات، والذي بدأ في أبريل من العام الحالي، أضاف المزيد من براميل النفط إلى المعروض العالمي، ما عمق من الهبوط.

ساهمت زيادة إنتاج بعض الدول خارج التحالف، خصوصاً الولايات المتحدة، في خلق وفرة نسبية في المعروض، ما زاد من زخم الهبوط على الأسعار، تزامناً واستمرار تدفقات النفط الروسي والإيراني إلى الأسواق رغم العقوبات عبر أساطيل الظل.

شهدت الأسواق نوعاً من التكيّف مع المخاطر، سواء المتعلقة بالنزاعات الإقليمية أو التوترات السياسية، إذ أصبحت أكثر ميلاً لتسعير المخاطر مسبقاً، ما قلّل من تأثير التوترات الجيوسياسية على الأسعار مقارنة بالسنوات السابقة.

براميل نفط عائمة ضمن صورة توضيحية ملتقطة في فبراير 2015.

كيف يرى باركليز مستقبل الأسعار؟

قال بنك باركليز في مذكرة حديثة: «من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 65 دولاراً للبرميل في 2026، بينما توقع فائضاً في المعروض خلال العام ذاته، مسلطاً الضوء على أن التباطؤ المحتمل في الطلب الدوري لا يزال يمثل خطراً رئيسياً يدفع الأسعار للهبوط».

أضاف باركليز في المذكرة: «نتوقع فائضاً قدره 1.9 مليون برميل يومياً في العام المقبل، ولكن المخزونات ما زالت منخفضة، ولا تزال تسبب مفاجآت بتراجعها، مشيراً إلى أن التوترات الجيوسياسية لا تزال تشكل مخاطر متباينة قد تدفع الأسعار للصعود».

وبالنظر إلى توقعاته للمعروض من خارج تحالف «أوبك+»، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، أشار البنك إلى أن التحالف يمكن أن يستجيب لضعف العوامل الأساسية في هذه الحالة.

غولدمان مان ساكس وسيناريو الـ 50 دولاراً

يتوقع بنك «غولدمان ساكس» انخفاض أسعار خامي برنت القياسي وغرب تكساس الأميركي عند 56 دولاراً و52 دولاراً للبرميل على التوالي في المتوسط خلال العام المقبل.

كتب خبراء «غولدمان ساكس»: «باستثناء حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات أو تخفيضات في إنتاج أوبك، من المرجح أن يكون انخفاض أسعار النفط في عام 2026 ضرورياً لإعادة توازن السوق بعد ذلك».

أميركا القوية لم تنقذه.. الدولار صوب أكبر خسارة في عقدين

بداية غير موفقة.. ولكن

في المقابل، يتوقع خبراء «أويل برايس» استمرار حالة التشاؤم في يناير المقبل، مع احتمال تراجع السعر إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل، مع استمرار النظرة السلبية السائدة حالياً خلال الشهرين الأول والثاني، مستبعدين أن نشهد انتعاشاً ملحوظاً في بداية العام.

لكن تقرير «أويل برايس» توقع انتعاشاً ارتدادياً كبيراً بعد ذلك، لينهي النفط عام 2026 فوق مستوى 70 دولاراً، مدفوعاً بنقص المعروض وصمود الطلب العالمي، واستبعد التقرير أن يتراجع الطلب الصيني على النفط بصورة كبيرة، مع الأداء الجيد لقطاعها الصناعي.

عامل في حفارة نفط بحرية تابعة لشركة «أديس» القابضة السعودية.

المصدر: موقع شركة «أديس».

سوق متوازن وأسعار منخفضة

إلى ذلك، توقع اقتصاديو السلع في بنك «جيه بي مورغان» أن يبلغ سعر خام برنت 57 دولاراً للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط 53 دولاراً للبرميل في عام 2027، بينما ثبت تقديراته لعام 2026 عند 58 دولاراً للأول و54 للثاني.

كما الاقتصاديون لدى «جيه بي مورغان» توقعوا نمو الطلب العالمي على النفط 0.9 مليون برميل يومياً في 2025 إلى 105.5 مليون، وكتب خبراء البنك في مذكرة: «زيادات مماثلة متوقعة في 2026 قبل أن يتسارع النمو إلى 1.2 مليون برميل يومياً في 2027».

وكشفت بيانات «جيه بي مورغان» عن توقعات بأن يكون العرض في العالم أكثر بثلاثة أمثال الطلب في 2025 و2026 قبل أن يتراجع إلى نحو ثلث هذه الوتيرة في 2027، كما أن نحو نصف زيادات العرض ستأتي من منتجين من خارج تحالف «أوبك+».

وقال اقتصاديو «جيه بي مورغان»: «بشكل عام، ما دام الطلب ينمو في نطاق من 0.8 إلى 1.3 مليون برميل يومياً، وهو معدل كافٍ لمواكبة وتيرة المعروض من خارج أوبك+ خلال العامين المقبلين، فمن المتوقع أن تظل السوق متوازنة نسبيًا بافتراض ثبات إنتاج أوبك+».

رقم قياسي جديد.. الذهب يطارد الـ5000 دولار

رؤية «أوبك»

توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في تقريرها الشهري الأحدث ارتفاع الطلب العالمي على النفط بنحو 1.4 مليون برميل يومياً العام المقبل، مدعوماً بنمو اقتصادي قوي، وأبقت على توقعات الطلب دون تغيير عن الشهر الماضي.

وتتوقع أوبك نمواً قوياً للطلب عام 2026 سيكون أعلى من الزيادة المقدرة لعام 2025، التي تبلغ نحو 1.3 مليون برميل يومياً، حسبما أظهرت التوقعات في تقرير المنظمة الشهري لسوق النفط، كما تتوقع المنظمة سوقاً متوازناً العام المقبل.

وقالت أوبك إنه من المتوقع أن يبلغ الطلب على النفط الخام من منتجي تحالف «أوبك+» 43.0 مليون برميل يومياً في عام 2026، بزيادة 60 ألف برميل يومياً مقارنة بالتوقعات لعام 2025.

إدارة معلومات الطاقة

وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، من المرجح أن يبلغ متوسط السعر الفوري لخام برنت 55.08 دولاراً للبرميل خلال 2026، مقارنة مع تقديرات نوفمبر 2025 البالغة 54.92 دولار.

كما عززت إدارة معلومات الطاقة تقديراتها لسعر خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 0.3% إلى 51.42 دولار للبرميل خلال 2026، مقابل 51.26 دولار في التوقعات السابقة.

تعني تلك التوقعات انخفاض متوسط أسعار كلا الخامين بأكثر من 20%، أو ما يعادل 14 دولارًا تقريبا، مقارنة بالمستوى المتوقع للعام الحالي، مع تقديرات بزيادة الإنتاج بوتيرة تفوق الاستهلاك.

بقعة نفط على شاطئ تانغونغ في سنتوسا، سنغافورة، 15 يونيو 2024.

تحول في الرؤية

كما رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2026، وخفضت في الوقت نفسه تقديراتها لنمو الإمدادات، وتوقعت أن يتجاوز المعروض العالمي من النفط الطلب بمقدار 3.84 مليون برميل يومياً، مقارنة بفائض متوقع قدره 4.09 مليون برميل يومياً.

ورفعت الطاقة الدولية توقعاتها لمتوسط نمو الطلب على النفط لعام 2026 إلى 860 ألف برميل يومياً مقابل 770 ألفاً في توقعاتها السابقة، وخفضت الوكالة تقديراتها لنمو إمدادات النفط العالمية بمقدار 100 ألف برميل يومياً لعام 2025 وبمقدار 20 ألف برميل يومياً لعام 2026.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ 17 دقيقة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 57 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعتين
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 3 ساعات
منصة CNN الاقتصادية منذ 3 ساعات
إرم بزنس منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
فوربس الشرق الأوسط منذ 58 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات