يتوقع أن تعزّز مصر مكانتها كأكبر مصدر للبرتقال في العالم خلال الموسم الجديد 2025-2026، بدعم من زيادة في الإنتاج والطلب المتنامي على الفاكهة المصرية من دول العالم وتحديداً الأوروبية والشرق أوسطية. وبحسب تقرير لوزارة الزراعة الأميركية، فإن
البرتقال الطازج يُعدّ عنصراً محورياً في صادرات مصر من الفاكهة والخضراوات، إذ يسهم بأكثر من 20% من حصيلة القطاع من النقد الأجنبي.
وتزرع مصر أنواعاً متعددة من البرتقال في مختلف أنحاء البلاد، ولا سيما في منطقة الدلتا وعلى امتداد نهر النيل، ويبدأ موسم الحصاد عادة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني وقد يستمر حتى سبتمبر أيلول من كل عام.
إنتاج مصر من البرتقال تتوقع وزارة الزراعة الأميركية أن تظل إجمالي المساحة المزروعة بالبرتقال مستقرة عند 404.8 ألف فدان خلال الموسم التسويقي 2025-2026، وهو مستوى الموسم السابق نفسه.
وسترتفع المساحة المحصودة إلى 381 ألف فدان بزيادة قدرها 19.05 ألف فدان مقارنة بالموسم الماضي، مع دخول البساتين الحديثة التي زُرعت قبل عدة سنوات مرحلة النضج وبدء إنتاجها للثمار، إضافة إلى الظروف الجوية الملائمة خلال فترة الإزهار.
ويأتي معظم إنتاج مصر من البرتقال الموجه لأسواق التصدير من مزارع تجارية أُنشئت على أراضٍ صحراوية مستصلحة خلال 30 عاماً الماضية.
ويُعد البرتقال محصول الموالح الرئيسي في مصر، إذ يستحوذ على نحو 80% من إجمالي المساحة المزروعة بالموالح، ويُزرع في مختلف أنحاء البلاد من الشمال إلى الجنوب.
وتتوقع وزارة الزراعة الأميركية أن يرتفع إنتاج مصر من البرتقال خلال الموسم الجديد بنسبة 15% ليصل إلى نحو 4.04 مليون طن، بسبب الزيادة في المساحات المحصودة، فضلاً عن الظروف الجوية المثالية خلال فترة الإزهار، ما أدّى إلى زيادة عقد الثمار والإنتاج.
ويقول التقرير إنه خلال العقد الماضي، ركز صغار المزارعين والمزارع التجارية على إنتاج ثمار عالية الجودة للحفاظ على أحجام تصدير مرتفعة إلى الأسواق التصديرية ذات القيمة العالية.
كما ركزت الحكومة المصرية على توسيع فرص النفاذ إلى الأسواق الخارجية، ما أدّى إلى فتح العديد من الأسواق الجديدة، وشجع المزارعين على زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة للوفاء بالمعايير الدولية.
وتحتل مصر مكانة بارزة ضمن أكبر 10 منتجين ومصدرين للبرتقال عالمياً، مستفيدة من عدة مزايا، منها نظم الري بالتنقيط والمناخ والتربة الملائمتان ووفرة أشعة الشمس وانخفاض تكاليف العمالة وموسم الحصاد المبكر والقرب من الأسواق التصديرية الرئيسية.
صادرات مصر من البرتقال وسيؤدي زيادة إنتاجية البرتقال المصري إلى ارتفاع الصادرات لتصل إلى 2.09 مليون طن في موسم 2025-2026، مقابل 1.98 مليون طن في الموسم الماضي، ويعزى هذا النمو إلى ارتفاع متوسط الإنتاجية، وتوسّع النفاذ إلى أسواق دولية جديدة، والتطبيق الفعال لنظام التتبع في مصر لتسجيل المزارع ومتابعتها.
ويقول التقرير إنه من المتوقع أن تسهم الأسعار العالمية المرتفعة وقوة الطلب الاستهلاكي في زيادة أحجام الصادرات.
ويبدأ موسم التصدير عادة بشحنات إلى دول الخليج العربي، يليها التصدير إلى روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي، ثم شرق آسيا.
وخلال الموسم 2024-2025، وصلت صادرات البرتقال المصري إلى 124 دولة، وكان من بين أبرز الوجهات الاتحاد الأوروبي وروسيا والسعودية وسوريا والإمارات العربية المتحدة والهند والمملكة المتحدة، بحسب وزارة الزراعة الأميركية.
وللمرة الأولى دخلت كندا والبرازيل ضمن أكبر 10 أسواق للبرتقال المصري في موسم مدفوعة بالأسعار التنافسية.
وأصبحت دول الاتحاد الأوروبي وروسيا والسعودية والإمارات الوجهات الرئيسية للبرتقال المصري، ويرجع ذلك أساساً إلى القرب الجغرافي، وكبر حجم السكان، وأنماط الاستهلاك الراسخة، ودور هذه الأسواق كمراكز لإعادة التصدير.
وخلال موسم 2023-2024، أدّت الاضطرابات في البحر الأحمر إلى الحد من صادرات البرتقال المصري إلى الأسواق الآسيوية، ما أسفر عن فائض في المعروض داخل أوروبا، ما دفع المصدرون لاستهداف أسواقاً جديدة مثل البرازيل والأرجنتين وكندا.
السوق المحلي للبرتقال المصري ومن المتوقع أن يرتفع الاستهلاك المحلي للبرتقال الطازج بشكل طفيف ليصل إلى نحو 1.32 مليون طن، ويعود ذلك أساساً إلى انخفاض الأسعار في ظل زيادة الإنتاج خلال الموسم الجديد.
وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية فإن معظم البرتقال المصري يستهلك طازجاً أو يصدر، كما أن حصة كبيرة منه تُوجه إلى التصنيع لإنتاج العصائر والمركزات ومنتجات ثانوية أخرى.
وبالنسبة لموسم 2025-2026، من المتوقع أن يرتفع حجم البرتقال المستخدم في قطاع التصنيع بأكثر من 60% مقارنة بالعام السابق، نتيجة زيادة الطاقة الإنتاجية مع قرب افتتاح عدة مصانع جديدة عام 2026.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
