تحولت مشاعر الاستبشار بالأمطار في حوض اللوكوس وإقليم العرائش إلى حالة من التوجس والقلق، بعدما تسببت غزارة التساقطات الاستثنائية في تحويل الحقول الزراعية إلى برك مائية شاسعة. ورغم الأثر الإيجابي للمطر على الفرشة المائية، إلا أن فيضان الأودية في المناطق المنخفضة أدى إلى غمر مساحات كبرى من الأراضي، مما وضع المزارعين في مواجهة مباشرة مع "النتائج العكسية" لتقلبات المناخ التي لم تشهدها المنطقة منذ سنوات.
وتواجه المحاصيل الخريفية والأساسية، وفي مقدمتها الشمندر السكري، والفصة، والخرطال، خطر التلف الوشيك نتيجة اختناق الجذور تحت وطأة المياه الراكدة. ويؤكد مزارعون في جماعات قروية مثل "السواكن" أن استمرار تجمع المياه داخل الحقول يوقف نمو النباتات ويهدد بضياع جزء كبير من الإنتاج، خاصة في ظل ضعف البنيات التحتية وقنوات التصريف التي عجزت عن استيعاب الكميات الهائلة من الأمطار المتدفقة.
وفي ظل هذا الوضع المتردي، تسود حالة من الترقب المشوب بالخوف بين فلاحي المنطقة، الذين يأملون في توقف الاضطرابات الجوية لتمكين التربة من امتصاص الفائض المائي. وينتظر المهنيون بفارغ الصبر استقرار الطقس للتدخل العاجل عبر تزويد الزراعات بالأسمدة الضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، محذرين من أن استمرار الغيث بهذه الحدة قد يحول "نعمة" الأمطار إلى "نقمة" اقتصادية تضرب الموسم الفلاحي في العمق.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
