شهد عام 2025 تحولًا لافتًا في خريطة الاستثمارات العالمية، بعدما نجحت الفضة في فرض نفسها كأحد أقوى الأصول أداءً، متفوقة على الذهب وعدد من أسهم التكنولوجيا الكبرى، في مقدمتها سهم «أبل»، وهو ما أعاد تسليط الضوء على المعدن الأبيض كأداة ادخار واستثمار طويلة الأجل.
وسجلت الفضة ارتفاعًا تاريخيًا يقترب من 150% منذ بداية عام 2025، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 72.70 دولار للأونصة، متجاوزة مكاسب الذهب التي بلغت أكثر من 70% خلال الفترة نفسها، في مفاجأة للأسواق والمحللين.
الفضة «الحصان الأسرع» في الأسواق العالمية
دخلت الفضة عام 2025 مدعومة بعوامل هيكلية قوية، أبرزها استمرار العجز العالمي في المعروض للعام الخامس على التوالي مقابل تصاعد الطلب الصناعي والاستثماري، خاصة مع اعتماد الصناعات الحديثة عليها، وفي مقدمتها الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية، ما نقلها من خانة المعدن الزخرفي إلى عنصر أساسي في الاقتصاد الأخضر.
ويرى خبراء أن الفضة كانت مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية لسنوات، وهو ما دفع المستثمرين خلال 2025 إلى إعادة توجيه السيولة نحوها، باعتبارها ملاذًا آمنًا يتمتع بفرص نمو أعلى مقارنة بالذهب في فترات الطفرات السعرية.
رؤية استثمارية جديدة في السوق المصري
وقال محمود نجم الدين، أحد المتخصصين في تجارة الذهب والفضة، إن ما تشهده الأسواق العالمية من صعود حاد في أسعار الفضة لا يمكن وصفه بالمضاربة، مؤكدًا أن «ما يحدث هو تصحيح لمسار القيمة بعد سنوات من التسعير غير العادل».
وأضاف في تصريحات صحفية، أن الهدف الأساسي خلال 2025 كان كسر القواعد التقليدية لسوق الصاغة، عبر سياسات أعادت الثقة للمستثمرين، وقللت المخاطر المرتبطة بفروق الأسعار والمصنعية، ما شجع شريحة واسعة من المصريين على الدخول في الاستثمار بالفضة.
تحويل الفضة إلى أداة ادخار شعبية
وأشار نجم الدين إلى أن السوق المصري شهد تغيرًا واضحًا في سلوك المستثمر الصغير والكبير على حد سواء، بعد إتاحة منتجات استثمارية بأوزان صغيرة، سمحت بالادخار بمبالغ محدودة، ما خلق حالة من النهضة الادخارية الشعبية وربط الاستثمار بالاستقرار المالي طويل الأجل.
وأوضح أن الاعتماد على خامات عالية النقاء ومعايير تصنيع دقيقة عزز الثقة في المنتج المحلي، وساهم في ارتفاع الطلب على سبائك الفضة داخل السوق المصري بنحو 70% خلال عام واحد، مع تزايد القناعة بأن الفضة هي «الحصان الأسرع» لتحقيق أرباح رأسمالية مقارنة بالذهب في فترات الصعود القوي.
وأكد أن الذهب والفضة سيظلان ركيزتين أساسيتين لحفظ الثروة، قائلًا:«ما نشهده اليوم يؤكد أن الإدارة الواعية والسياسات العادلة قادرة على تحويل المعدن الأبيض إلى نجم استثماري يتفوق على بريق الذهب وعظمة التكنولوجيا».
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
