الهيمنة من الأعماق إلى السطح كيف يعيد ترامب رسم القوة البحرية الأميركية في مواجهة الصين وروسيا

اللواء الركن ضرغام زهير الخفاجي

كاتب وباحث في قضايا الأمن الإقليمي

خبير في شؤون الدفاع والتدريب والعلاقات الدولية

أولًا: عودة القوة البحرية الثقيلة تحوّل في العقيدة لا في الشكل

يعبّر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إطلاق برنامج بحري واسع النطاق يجمع بين بوارج سطحية فائقة القدرة وأسطول غواصات نووية عالية التخفي عن تحوّل بنيوي عميق في العقيدة البحرية الأميركية لا يقتصر على تحديث المنصّات بل يمسّ جوهر التفكير الاستراتيجي البحري بعد عقود من التركيز على المرونة والانتشار الخفيف وإدارة الحروب منخفضة الشدة.

وقد وصف ترامب هذه السفن بأنها ستكون من بين «الأكبر من نوعها» و«أقوى بمئة مرة» من أي سفن سابقة مشيرًا إلى أن كلفة الواحدة منها قد تصل إلى نحو خمسة مليارات دولار. ووفق المعطيات المعلنة يشمل البرنامج بناء 25 سفينة بحرية حديثة إلى جانب تحديث 50 غواصة نووية في خطوة تعكس عودة واضحة إلى مفهوم القوة البحرية الثقيلة كأداة حسم وردع شامل.

ولا يأتي هذا التحول بمعزل عن الواقع الدولي بل يستند إلى قراءة استراتيجية دقيقة لمعادلات الصراع البحري المعاصر إذ تمتلك الصين اليوم تفوقًا عدديًا واضحًا في حجم الأسطول السطحي بينما تحافظ روسيا على ميزة نوعية في مجال الردع النووي البحري وقدرات العمل في الأعماق.

وفي هذا السياق تحمل الرسالة الأميركية بُعدين متكاملين:

فرض الهيمنة على سطح البحر عبر قوة نارية كاسحة ومنصّات قتال ثقيلة قادرة على خوض صراعات عالية الشدة.

إحكام السيطرة على أعماق البحار من خلال ردع نووي صامت يتمتع بقابلية بقاء عالية حتى في أقسى سيناريوهات الصراع الاستراتيجي.

بهذا المعنى لا تمثّل العودة إلى الأساطيل الثقيلة حنينًا إلى الماضي بل إعادة صياغة واعية لدور البحر في صراعات القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين.

ثانيًا: بوارج «طراز ترامب» ولادة أقوى سفن سطحية قتالية

١. الحجم والكتلة القتالية

الطول: حتى 880 قدمًا أي ما يقترب من طول حاملات الطائرات.

الإزاحة: بين 30,000 و40,000 طن.

الكلفة:خمسة مليار دولار.

هذه المواصفات تجعلها أكبر سفن قتالية سطحية أميركية منذ الحرب العالمية الثانية وتعيد إلى الواجهة مفهوم «البارجة الثقيلة» بصيغة تكنولوجية معاصرة.

٢. القوة النارية سيادة مطلقة على مسرح البحر

أ. الصواريخ الفرط صوتية

سرعة تفوق 5 ماخ.

قدرة عالية على المناورة لاختراق الدفاعات الجوية.

تحمل رؤوسًا تقليدية عالية التدمير أو رؤوسًا نووية تكتيكية.

تُطلق من 12 منصة إطلاق مخصصة.

ب. منصات الإطلاق العمودية

128 منصة إطلاق عمودية قادرة على إطلاق:

صواريخ توماهوك للهجوم البري بعيد المدى.

صواريخ مضادة للسفن.

صواريخ دفاع جوي وصاروخي لاعتراض التهديدات الجوية والباليستية.

هذا الحجم من النيران يجعل البارجة منصة صواريخ عائمة تضاهي قواعد برية استراتيجية.

٣. المدافع والتقنيات المتقدمة

أ.مدفع كهرومغناطيسي :

سرعة مقذوف تتجاوز 7 ماخ.

مدى يفوق 160 كم.

قدرة اختراق هائلة دون استخدام متفجرات.

ب.مدافع تقليدية عيار 5 بوصات للدعم الناري البحري البري.

ج.أسلحة ليزر عالية الطاقة:

اعتراض الطائرات المسيّرة.

تدمير الصواريخ قصيرة المدى.

تحييد الزوارق الهجومية السريعة.

ء.أنظمة دفاع قريبة متعددة الطبقات.

٤. التقييم القتالي

هذه البوارج:

أ.لا يمكن تصنيفها ضمن السفن المساندة التقليدية.

ب.ولا تُطرح بديلًا عن حاملات الطائرات أو منافسًا مباشرًا لها في الإسقاط الجوي للقوة.

ج.تمثل فئة قتالية مستقلة بذاتها صُممت لتكون «مطارق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من وكالة الحدث العراقية

منذ 12 ساعة
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ 13 ساعة
قناة الرابعة منذ 12 ساعة
قناة السومرية منذ 6 ساعات
قناة السومرية منذ 20 ساعة
قناة الرابعة منذ ساعة
قناة الرابعة منذ 9 ساعات
قناة السومرية منذ 12 ساعة
قناة السومرية منذ 8 ساعات