العولمة لم تنتهِ رغم الأزمات، لكن سلاسل الإمداد باتت أكثر هشاشة مع التوترات الجيوسياسية وتجربة كورونا. العالم يتجه لتنويع مصادر الإنتاج بدل الاعتماد على مركز واحد... فهل يصنع هذا التحول اقتصاداً أكثر أماناً؟ #ملف_ربع_قرن

ملخص لم تُخفِ الإدارة الأميركية أن سياسة فرض التعريفة الجمركية هي أيضاً حرب على العولمة التي يعدها الرئيس ترمب وفريقه السبب وراء ما يصفونه بأنه "سرقة أميركا" من قبل شركائها التجاريين.

الهدف المعلن للحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ يومه الأول في البيت الأبيض مطلع هذا العام، هو تقليل العجز التجاري مع دول العالم وزيادة موارد الخزانة العامة من حصيلة رسوم التعريفة الجمركية التي يفرضها، إنما هناك مستهدف آخر لا يقل أهمية، وهو دفع الشركات الأميركية التي نقلت صناعاتها إلى دول في الخارج، من الصين إلى المكسيك، لأن تعيد أعمالها إلى داخل أميركا.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more ولم تُخفِ الإدارة الأميركية أن سياسة فرض التعريفة الجمركية هي أيضاً حرب على العولمة، التي يعدها الرئيس ترمب وفريقه السبب وراء ما يصفونه بأنه "سرقة أميركا" من قبل شركائها التجاريين، فبرأيهم أن العولمة لم تفد الأميركيين، بل على العكس أضرت بوضعهم الاقتصادي والمالي لمصلحة اقتصادات صاعدة في العالم.

وبغض النظر عن مدى صحة تلك الرؤية الاقتصادية والتجارية، إلا أن السياسات الأميركية التي دخلت حيز التنفيذ لها تأثير كبير في تطور ونمو العولمة الاقتصادية (التجارية والمالية) وعلى شبكة سلاسل الامداد العالمية التي تترسخ منذ عقود، ومع أن النظام الاقتصادي والمالي العالمي تطور منذ الأزمة العالمية في 2008 2009 بالصورة التي جعلته أكثر مرونة في التعامل مع الأزمات حتى الصادمة منها، إلا أن الوضع الحالي يتجاوز تلك المرونة وقدرة النظام العالمي على امتصاص الصدمة، ليس لأن هذه الحرب التجارية غير مسبوقة فحسب، بل لأنها تتميز بحالة عدم يقين واضطراب واضح يجعل من الصعب على صاحب عمل متوسط الحجم في أي مكان في العالم التخطيط لنشاطه المستقبلي.

هل انتهت العولمة؟ من المهم الإشارة إلى أن الحديث عن "نهاية العولمة" أو في الأقل وصول مسارها إلى قمة المنحنى وسط توقعات تشير إلى استمرارها لفترة من دون نمو وتطور أو تبدأ في التراجع يسبق سياسات إدارة ترمب، وللدقة، فقد بدأ هذا الحديث يتصاعد بعد أزمة وباء كورونا عام 2020 وانكشاف العالم على مدى خطورة اعتماده على تركز سلاسل الإمداد والتوريد في الصين، خصوصاً مع الإغلاق الاقتصادي شبه الشامل للوقاية من انتشار الفيروس.

كذلك، فإن السياسات الحمائية لإدارة الرئيس السابق جو بايدن أضرت بالعولمة بصورة واضحة، خصوصاً مع التوسع أيضاً في فرض العقوبات الاقتصادية على دول عدة، مما أربك التجارة العالمية بصورة مؤثرة.

ويرى الكاتب الاقتصادي جون مانرز بيل في كتابه "موت العولمة" عام 2023 أن أهم تطور في تعديل مسيرة منحنى العولمة هو "قانون خفض التضخم" الذي اعتمدته إدارة بايدن.

ومع أن إدارة ترمب أفرغت ذلك القانون من محتواه الآن، إلا أنه كان خطوة تشريعية حاسمة وفي الوقت نفسه "سياسة حمائية" ستؤثر في كل شركاء أميركا التجاريين ربما باستثناء المكسيك كما قال بيل وقتها، معتبراً إياه "تشريعاً مضاداً للعولمة".

كان الهدف الذي سعت إليه إدارة بايدن، وتتبعه الآن إدارة ترمب بفرض التعريفة الجمركية، هو إعادة الشركات الأميركية الكبرى التي "عولمت" إنتاجها بمراكز في الخارج لتتركز في الولايات المتحدة على أمل ابقاء استثماراتها محلية وتوفير فرص عمل أكثر للأميركيين. وهذا ما يردده الرئيس ترمب الآن منذ أن بدأ فرض رسوم التعريفة الجمركية الكبيرة على شركاء بلاده التجاريين.

وبنهاية العام قبل الماضي، وعلى هامش معرض الصين الدولي عقد مؤتمر حول سلاسل الإمداد شاركت فيه المدير العام لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو لويالا، ففي كلمتها طالبت دول العالم بألا "تتخلى عن العولمة". وقالت "إذا استمرت الدول في السياسات الحمائية فإنها تتخلى عن المكاسب التي تحققت على صعيد الإنتاجية، والتي تصحبها مكاسب التخصص والتجارة على نطاق واسع، وسيؤدي ذلك إلى زيادة تركز المعروض، مما يجعل جانب العرض في الاقتصاد العالمي أقل قدرة على الصمود".

وفي أول انعقاد لمنتدى "دافوس" بعد أزمة وباء كورونا، مطلع عام 2023، كان مصير العولمة الموضوع الطاغي على الاجتماعات والندوات، ووقتها قال الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية ورئيس "غولدمان ساكس إنترناشيونال" خوسيه مانويل باروسو في مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، "تواجه العولمة تهديدات من زيادة التوجهات القومية والحمائية والشوفينية إذا جاز التعبير، وأحياناً حتى من رهاب الأجانب (العنصرية تجاه المهاجرين) وليس واضحاً بالنسبة إليَّ حتى الآن أي توجه سيفوز في النهاية".

وأضاف باروسو "زاد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بسبب وباء كورونا، والآن نجد الغزو الروسي لأوكرانيا، فكل هذه التطورات تزيد القلق من عالم أكثر انفصالاً وليس تكاملاً".

إلا أن كل هذه التطورات السلبية في الأعوام القليلة الأخيرة لم تتقض على العولمة، حتى وإن أضرت بتطورها، صحيح أن المسار تباطأ لكنه لم يتوقف، وربما يعمل العالم الآن على هضم كل تلك التحديات والاستمرار في مساره.

سلاسل التوريد وتوطين الشركات قبل عامين صدر كتاب بعنوان "الأزمة الدائمة... خطة لإصلاح عالم مفتت"، شارك في تأليفه رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون والاقتصادي البارز محمد العريان والاقتصادي الحاصل على جائزة نوبل مايكل سبنس.

وقدم.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 8 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
منذ 5 ساعات
قناة العربية منذ 8 ساعات
بي بي سي عربي منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 10 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 22 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات