أصدر الرابر الشاب جوستافو تراكًا جديدًا بعنوان «دورورورو» ليتوّج عامًا مثمرًا للغاية شهد إنتاجًا مكثفًا من التراكات والكليبات. يأتي هذا الإصدار بالتعاون مجددًا مع المنتج إنساين والمنتج كي بي تو تايمز، فيما أُخرج الفيديو كليب على يد بيزي.
يستمد التراك «دورورورو» اسمه من أنمي ياباني يحمل الاسم نفسه، تدور أحداثه حول طفل يتيم يعيش كلصٍ صغير في زمن الحروب والمجاعة خلال أربعينيات القرن الماضي، في صراع دائم من أجل البقاء.
تركز سردية الأغنية على فكرة الصعود وسط الظروف القاسية التي تواجه الطبقات الفقيرة. وغالبًا ما تدفع هذه الظروف النفسيات نحو العزلة والانكفاء على الذات، بينما يضطر الإنسان للتعامل مع محيطه لتأمين سبل العيش، وهو ما يخلق صراعًا داخليًا يجعله عالقًا بين عالمين نفسيين.
صراع البقاء والعزلة
تتناول الأغنية مفهوم الترقي أو البقاء كهدف رئيسي في الحياة، يتجلى ذلك في بارات مثل: «ماضي حزين رباني وخلاني قاصح»، و«كنبقى مع راسي في الليل»، و«إلى زدت اتهورت / عمري ما نطلع لفوق». يوظف الإنتاج الموسيقي كخلفية درامية للسرد، عبر لحن تراب كثيف السنيرز تتناوب عليه مدخلات متتالية من البيانو والإكسلوفون وريفات الجيتار، لتعكس الحالة الشعورية العامة.
حقق التراك انتشارًا واسعًا في أوساط الراب المغاربي وخارجها لجمعه بين المجازات المركبة التي تخلق صورًا بصرية مؤثرة، والاستعارات الثقافية المتنوعة التي تهم محبي السينما والتراث الشعبي، يتجلى ذلك في بارات مثل: «نهار درت مونتانا وبقيت باغي فلوس طوني»، في إشارة إلى شخصية توني مونتانا من فيلم «سكارفيس»، و«حسبتهم كاملين خوتي وبغاوني يرموني في البير»، التي تستدعي قصة الإخوة الذين حاولوا التخلص من أخيهم برميه في بئر.
موظف في الكليب نجم في الواقع
تتنقل الصورة البصرية في الفيديو كليب بين شاطئ البحر والميناء وسيارات الشحن، إضافة إلى مبنى لشركة خاصة يعمل بها موظفون.يظهر الرابر في الفيديو بدور موظف يجلس وحيدًا على سلالم إحدى الشركات الخاصة، بينما يتجمع زملاؤه في مجموعات صغيرة.
رأي أوّلي
يعطي جوستافو في «دورورورو» جرعة قاسية ومكثفة، دون أن يختار الضجيج أو الأسلوب العنيف كوسيلة للتأثير في خطابه. ترافق البارات ألحان بطيئة الإيقاع وصورة ناعمة لا تسعى إلى الإزعاج البصري، إلى جانب أداء متأنٍ. وهو ما ميّز التراك، وجعل المستمع يتلقاه بتأنٍ وتأمل، متذوقًا للكلمات والتركيبات اللغوية، لا مأخوذًا بالحالة وحدها.
ويدفع هذا الإصدار الجديد إلى الترقب لما هو قادم في مشروعه الفني خلال العام المقبل، ويثبت جوستافو بوضوح امتلاكه استعدادًا إبداعيًا لتقديم مشاريع متماسكة برؤية واضحة وقدرة على التأثير الجماهيري. وتشمل أبرز إصداراته السابقة هذا العام تعاونه مع فاليري بلاد في «كازا دريم»، إلى جانب «سكارفيس» و«حومه» ضمن ألبومه الأول «غراب».
كما يمنح جوستافو طرحًا ذاتيًا بخصوصية واضحة، إذ لا يغرق في المعاناة بقدر ما يقدّم إشكالياته بشكل متوازن وعملي وواقعي. يعزز هذا الأسلوب مساحة التماهي مع المستمع، وتدعمه الصورة البصرية التي تختار عالمًا بعيدًا عن الثراء أو الارتقاء الاجتماعي
هذا المحتوى مقدم من بيلبورد عربية
