تعرفت لأول مرة على «ابن بطوطة» من خلال كتابه المزخرف بالسجع «تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار» في الصفوف المدرسية المتوسطة، أيامها كانت القراءة والسينما هي متع الحياة، لذا بقي ذاك الكتاب وصاحبه في قاع الذاكرة، حتى قررت زيارة مدينته، وزيارة قبره وقراءة سورة الفاتحة عند رأسه، ترحماً وتعبيراً عن الحب والفخر بما أنجز، كان ذاك قبل خمسة وعشرين عاماً ويزيد، وكنت وقتها صغيراً مثل أترابه، شغوفاً مثله في حب الأمكنة وارتياد الآفاق، وطلب الأسفار واكتساب المعارف الإنسانية، ورؤية حضارات الآخرين.
دخلت مدينة طنجة العالية، تقصياً لأثر ابنها الرحالة «ابن بطوطة» وقبره الذي يتخذ ركناً قصيّاً من درب بيوت الناس البسطاء، وسوقهم الشعبي، وفي زنقة ابن بطوطة، حيث يرقد ذلك الرحالة بين ضجيج ذلك الحي الفقير، ضريحه مهمل، وكل ما حوله تسوده الفوضى، وعدم الاهتمام، رغم أنك أينما نظرت وجدت كل ما يخلد اسمه، حوانيت تسمت باسمه، حلاق ابن بطوطة، جزارة ابن بطوطة، حلويات ابن بطوطة، خياط ابن بطوطة، قهوة ابن بطوطة، مدرسة ابن بطوطة، «استاد» ابن بطوطة، كل ذلك دليل محبة ورد الجميل من الناس وتقديرهم وفخرهم بأحد أسلافهم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
