لم يكن يتخيل أن الشرفة التى اعتادت ابنته «رقية»، 11 عامًا، الوقوف عندها ستتحول إلى آخر مكان تطل منه على الشارع، كانت تتابع زفة «عروسين» تمر أسفل البيت فى منطقة البراجيل شمال الجيزة، كما يفعل كثيرون فى المنطقة الشعبية، طالعت سيارات مصطفة، وموسيقى مرتفعة، وأصوات ضحك وهتافًا ورقصًا، مشهد يبدو عاديًا فى شارع اعتاد مثل هذه الأفراح، لم يكن فى الصورة ما ينذر بالخطر، سوى طلقات نارية خرجت فجأة إلى الهواء من سلاح نارى كان بحوزة العريس.
يقول والد الطفلة إن رصاصة اخترقت رأس صغيرته وخرجت منه فلقيت مصرعها قبل أن يهرب المتهم- العريس- ويسلم نفسه لاحقًا لأجهزة الأمن التى أحالته للنيابة العامة وبدورها قررت حبسه 4 أيام احتياطيًا.
مقتل طفلة خلال زفة عريس فى البراجيل «مصطفى»، والد الصغيرة «رقية»، حين سمع طلقات نارية تخرج فى الهواء، واحدة تلو الأخرى، لم يلتفت، إذ لم يخطر بباله أن واحدة من تلك الرصاصات ستغير حياته بالكامل، حيث كان داخل الشقة، منشغلًا بأمر عادى، حين اخترق صراخ زوجته المكان، يقول إن الصرخة كانت مختلفة، حادة، ومحملة بذعر لم يسمعه من قبل: «صرخة حسيتها طالعة من القلب»، لم يفكر، تحرك فورًا نحو الصوت.
يروى الأب خلال حديثه لـ«المصرى اليوم»، أنه فى ثوانٍ، كان المشهد كاملًا أمامه: «بنتى ممددة على الأرض، ومراتى منحنية فوقها، إيديها على راسها»، ويقول إنه فى اللحظات الأولى، حاول أن يخفف عن نفسه وطأة ما يرى، خطر له أنها ربما أُصيبت بشىء طائش، شمروخ مثلًا، أو جسم صلب سقط من الخارج، فالأفراح، كما يقول، مليئة بمثل هذه التصرفات: «عمرنا ما فكرنا إنها توصل لكده»، لم يكن عقله مستعدًا لاحتمال أن تكون رصاصة حقيقية.
لكن حين حمل ابنته، انهار هذا الاحتمال تمامًا، الدم كان غزيرًا إلى حد لا يمكن إنكاره، يصف المشهد «الدم كان مغرق وجه (رقية) وهدومها كلها»، حاول أن يضغط بيديه على موضع الإصابة، أن يمنع النزيف، لكن الدم كان يتدفق بلا توقف «كنت بحط إيدى ألاقيها كلها دم»، فى تلك اللحظة، أدرك أنه لا سبيل لتضييع مزيد من الوقت.
رصاصة طائشة تنهى حياة طفلة أثناء زفة
والد «رقية»، طلب من زوجته وابنه أن يحاولا الإمساك بالجرح بأى طريقة، بينما يتحرك هو لإحضار السيارة، لم يكن يفكر فى التفاصيل، فقط فى الحركة «أى حاجة.. أى تصرّف»، لسوء الحظ، يقول إن المفاتيح لم تكن معه، فاندفع الابن «ياسين» إلى الجراج، الذى يبعد نحو 5 دقائق سيرًا على الأقدام، لكنها بدت للأب وكأنها زمن طويل لا ينتهى: «حاسس إنها كانت عمر كامل».
نزل بابنته على كتفه، يقول إنه لا يتذكر كيف قطع السلم، ولا حتى كيف فتح باب العقار، كل ما يتذكره أن جسدها كان خفيفًا بشكل غريب، وأن الدم لم يتوقف، وفى الشارع، كانت الزفة لا تزال قائمة، والعريس وأهله فى الأسفل، السيارات مصطفة، وأكثر من 150 شخصًا يقفون تحت البيت.
صرخ الأب طالبًا المساعدة: «بنتى بتموت»، مكررًا طلبه «عربية بسرعة.. عربية»، يروى أنه كان يمر بين الناس وهم ينظرون إليه ثم يصرفون وجوههم، لا أحد اقترب، ولا أحد فتح باب سيارته «ولا كأن حد سامعنى»، وفى تلك اللحظة، شعر أن الشارع كله خذله، وأن ابنته كانت وحدها.
عاد الابن بالسيارة، وُضعت الطفلة فى الخلف، وتوجه رفقة أسرته إلى أقرب مستشفى، يتذكر أن قلبه كان يسبق السيارة، وعند الوصول إلى مستشفى باب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم


