تعقّد مسار المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا بعد تعادله أمام منتخب مالي بهدف لمثله، في مواجهة لم تُلبِّ طموحات الجماهير التي كانت تأمل حسم بطاقة التأهل مبكراً إلى دور ثمن النهائي. هذا التعادل جعل وضعية أسود الأطلس أكثر حساسية، وأجّل الحسم إلى الجولة المقبلة، بعدما ضاعت فرصة تحقيق فوز ثانٍ توالياً في دور المجموعات.
المباراة شكّلت امتحاناً حقيقياً للنخبة الوطنية، وأكدت أن مشوار البطولة القارية لن يكون مفروشاً بالورود، رغم الانطلاقة الإيجابية التي حققها المنتخب المغربي في لقاء الافتتاح أمام جزر القمر. فالثقة التي دخل بها اللاعبون اللقاء، ورغبتهم في تأكيد البداية القوية، اصطدمت بمنتخب مالي أظهر شخصية قوية ورفض الاستسلام طيلة دقائق المواجهة.
ورغم محاولات المنتخب المغربي فرض أسلوبه وفرض الإيقاع، إلا أن الأداء اتسم في فترات عديدة بعدم الاستقرار، سواء على مستوى الفعالية الهجومية أو الصلابة الدفاعية. هذا التذبذب منح المنتخب المالي هامشاً للمناورة والضغط، وهو ما أربك حسابات العناصر الوطنية وأفقدها السيطرة الكاملة على أطوار اللقاء.
الجمهور المغربي، الذي يعلّق آمالاً كبيرة على هذه النسخة المقامة على أرضه، ويطمح إلى معانقة الكأس القارية الغائبة منذ عقود، تابع اللقاء بقلق متزايد، خاصة خلال الشوط الثاني. فمع توالي الدقائق دون ترجمة الفرص إلى أهداف، بدأ الإحباط يتسلل إلى المدرجات، في ظل أداء لم يكن مقنعاً من حيث النجاعة والطمأنينة.
وبهذا التعادل، يجد المنتخب المغربي نفسه مطالباً بمضاعفة الجهود في المباراة المقبلة، لتصحيح المسار وتفادي أي حسابات معقدة، إذا ما أراد مواصلة المشوار بثقة أكبر، واستعادة الانسجام الذي تنتظره منه الجماهير في هذا العرس القاري.
هذا المحتوى مقدم من أشطاري 24
