لم يعد الخطاب العام ترفاً لغوياً ولا ممارسة شكلية، بل صناعة رأي وتوجيه قرار ومع ذلك يفشل كثير من الخطابات سياسية كانت أو إعلامية في ترك أثر يُذكر، لا لضعف في الفكرة، بل لسوء في طريقة عرضها وعدم تقدير طبيعة الجمهور الذي تتوجه إليه فالكلمة التي تُقال في غير مقامها تفقد معناها والخطاب الذي لا يراعي تفاوت العقول يتحول إلى رسالة بلا أثر، فإذا خُوطب الجميع بلسان واحد، ضاعت الرسالة، وقتلت الفكرة فالناس ليسوا نسخًا متشابهة، ولا تتساوى عقولهم في التحليل، ولا في سرعة الفهم، ولا في عمق النظر. فمنهم البسيط الذي لا يتجاوز أفق يومه، ومنهم المتوسط الذي لا يُحسن الربط والاستنتاج، ومنهم الخبير الذي يقرأ الكلام وما بين السطور. ولهذا فإن مخاطبتهم بالأسلوب نفسه خطأ، فالمعلومة الواحدة قد تكون عبئًا على أحدهم، وفتحًا فكريًا عند آخر.
الكلام الذي يليق بالمتخصص قد لا يستوعبه العامي، والخطاب المناسب للعامة لا يرضي الباحث والمفكّر. ولذلك جاءت التربية النبوية والخطابات الراشدة قائمة على مراعاة هذا التفاوت دون ازدراء ولا تبخيس.
وكم من فكرة سامية قُتلت بسوء عرضها، وكم من حق أُهمل لأنّ صاحبها.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس
