هو الإمام عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ويُكنّى بـ«أبي الحسن الثالث»، ويُلقّب بـ«الهادي والنقيّ»، وقد اجتمع له من صفاء النسب وطهارة المحتد ما لم يجتمع إلا للأئمّة الطاهرين من أهل بيت النبوّة.

وُلِد الإمام الهادي عليه السلام في المدينة المنوّرة، في الخامس من شهر رجب سنة 212هـ (وقيل 214هـ)، في بيتٍ من أطهر بيوت التوحيد والعلم، أمّه كانت امرأة فاضلة تُعرف بـ«سمانة المغربية» (وقيل: سوسن)، وكانت من العابدات الصالحات.

نشأته وتربيته

نشأ الإمام علي الهادي عليه السلام في ظلّ والده الإمام محمد الجواد عليه السلام، فغُذّي منذ نعومة أظفاره بعلوم النبوّة وآداب الرسالة، وتجلّت فيه أنوار الإمامة منذ صغره.

تولّى الإمامة بعد استشهاد أبيه وهو ابن ثماني سنين، وقد ظهر عليه آنذاك من دلائل العلم والمعرفة ما حيّر العلماء، حتى شهدوا له بأنّ علمه إلهيّ لا يُكتسب.

قضى شطرًا من حياته في المدينة، ثمّ استدعاه المتوكل العباسي إلى سُرّ من رأى (سامراء) بحجّة تكريمه، لكن في الحقيقة لمراقبته والتضييق عليه، فحوّل الإمام دار غربته إلى منارة علمٍ وعبادة.

علمه وفضله:

كان الإمام الهادي عليه السلام مرجع العلماء والفقهاء، يقصده طلاب العلم من أقطار العالم الإسلامي، وقد روى عنه الكثير من العلماء والمحدثين.

امتاز بعلمه الواسع في الفقه، والكلام، والتفسير، والفلسفة الإلهية، وله رسائل في الردّ على الغلاة، وفي بيان التوحيد، والإمامة، ومقام أهل البيت عليهم السلام.

من أقواله الشريفة:

- من هانت عليه نفسه فلا تأمن شرّه.

- من أطاع الخالق لم يُبالِ بسخط المخلوق.

- الدنيا سوق، ربح فيها قوم وخسر آخرون.

- من جمع بين الرأيين، رأي الدين ورأي الدنيا، فقد استغنى عن الناس.

قصيدته في مجلس المتوكل:

حين أُدخل الإمام الهادي عليه السلام على المتوكل العباسي - الذي كان معروفًا ببغضه لأهل البيت- طلب منه أن ينشده شعرًا كما كان يفعل الشعراء، فامتنع الإمام في البداية تواضعًا، ثمّ أنشد أبياتًا مؤثرة هزّت قلوب الحاضرين، قال.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور المصرية