يأخذنا تاريخ الحدود الشمالية للأردن إلى محطات طويلة من التحديات والمواجهات منذ بواكير تأسيس الدولة الأردنية. وهي تحديات كانت تشتعل حينًا وتخبو حينًا آخر، تتقارب وتبتعد، لكنها -خلافًا لما يعتقده كثيرون لم تكن آمنة مطمئنة دائمًا، وإن حظيت بمحطات هدوء نسبي طويلة، كان معظمها ثمرة يقظة حرس الحدود وصلابة القوات المسلحة الأردنية. كما لعب الواقع السياسي والعسكري للنظام السوري السابق دورًا مؤثرًا، إذ انصرفت أولوياته لعقود نحو الساحة اللبنانية ضمن سياسات الهيمنة وفرض الأمر الواقع بالقوة، وهو مشروع انتهى إلى الفشل، وأسهم في إضعاف الدولة اللبنانية والدولة السورية معًا.
تاريخيًا، تكشف الحدود الشمالية منذ عشرينيات القرن الماضي، وفي مرحلة التأسيس الشاقة للدولة الأردنية، عن تدفق أعداد كبيرة من مناضلي سوريا الذين لاحقتهم القوات الفرنسية. وقد استقبلهم الأردن، ومنحهم الحماية وحرية الحركة، رغم تعرضه لتهديدات فرنسية مباشرة وضغوط بريطانية كبيرة كادت أن تعصف بجهود التأسيس. ومع ذلك، لم يتراجع الأردن عن دوره العروبي، فعاش قادة الثورة السورية في الأردن سنوات طويلة، وعلى رأسهم قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش، رغم تجاهل النظام السوري السابق في أدبياته وتأريخه للدور الأردني في تلك المرحلة المفصلية.
ولم تسلم الحدود الشمالية لاحقًا من اختراقات وتهديدات في مفاصل شديدة الحساسية. ففي سبعينيات القرن الماضي، وأثناء الظروف الأمنية الخطيرة التي عاشها الأردن، اخترقت القوات السورية الحدود باتجاه العمق الأردني في اعتداء عسكري مباشر وسافر، ولم تنسحب إلا بعد الخسائر التي تكبدتها على يد الجيش الأردني، الذي تصدى لها ببسالة واحترافية عالية. وفي عام 1980، حشد حافظ الأسد قطاعات عسكرية على الحدود الأردنية استعدادًا لمواجهة محتملة، في محاولة للتهرب من أزماته الداخلية بعد أحداث حماة وغيرها، وكادت الأوضاع تنزلق إلى صدام كبير لا يخدم سوى إسرائيل ومشاريعها، لولا نجاح الوساطة السعودية، لتدخل العلاقات بين البلدين مرحلة شبه قطيعة لسنوات.
كما لا يمكن إغفال الاعتداءات على حصة الأردن من المياه، خصوصًا ما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية
