ثمّة تقاطعاتٌ كبيرةٌ بين الفلسفة والموسيقى، فالموسيقى عند الفلاسفة القدماء هي محاولة للتماسّ مع القلق الوجودي والإحلال مكانه، فهي - أي الموسيقى - محاولة لحيازة الفرح والعيش الكريم وإرادة الحياة، وهو ما يتقاطع مع الغاية من ابتداع المفاهيم والمصطلحات الفلسفية، فكما أن الفلسفة تحاول أن تجد ما يملأ الفراغ غير الحسيّ حولنا، فإن الموسيقى تحاول ملأه وأخذَه نحو معانٍ رقيقة وطربية صحية، فالموسيقى - كما الفلسفة - تبحث في التجلية والغوص وتجاوز السائد والعقيم، بل إن كلاً منهما يرى أن السمو يكمن في ملامسة الماورائيات، وليس في عكس الواقعيات وترديدها، وهو بالضبط ما يجتهد فيه الفلاسفة والملحّنون في آن، ذلك لأن كلاً منهما يمارس التفكير والتدبر والغوص في العميق، فالموسيقى حيلة طربية، في حين أن الفلسفة ليست تحايلاً دائماً، إلا إذا استخدم فيها الفيلسوف مبدأ السفسطة من خلال صنع حجاج مغالط يبرّر الوسيلة فقط.
الموسيقى عند الفلاسفة اليونان تشدّ من أزر المقاتلين الأشداء، وتبعث على الطمأنينة والعزيمة، فقد تم ربطها بالقيمي والأخلاقي والجمالي الذي بدوره يهذّب النّفس ويسمو بها عن الآلام والأضرار، فكما أن الغناء بحدّ ذاته قيمة وتصفية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
