لطالما اعتقد العلماء أن الغبار الكوني يلعب دورا أساسيا في مساعدة النجوم المتقدمة في العمر على دفع الغازات إلى الفضاء. غير أن دراسة جديدة لنجم قريب نسبيا كشفت أن هذه الفكرة قد لا تكون صحيحة دائما.الغبار الكونيوركز الباحثون على النجم R Doradus، وهو نجم شبيه بالشمس في مرحلة متأخرة من عمره تُعرف بمرحلة العملاق المقارب. ويقع هذا النجم على بعد نحو 180 سنة ضوئية فقط من الأرض، ما يجعله هدفا مثاليا للدراسة الدقيقة. وقاد البحث الفلكي ثيو خوري من جامعة تشالمرز للتكنولوجيا.وتفقد النجوم العملاقة كتلتها عبر ما يعرف بالرياح النجمية، وهي تدفقات من الغاز تحمل عناصر أساسية مثل الكربون والأكسجين والنيتروجين، التي تعد لاحقًا مواد خام لتكوين نجوم وكواكب جديدة. وفهم كيفية انطلاق هذه الرياح مهم لمعرفة كيف تغنى المجرات كيميائيًا مع الزمن.واستخدم الفريق تقنية الضوء المستقطَب لرصد الغبار القريب جدا من النجم، مستعينين بأداة SPHERE على التلسكوب الكبير جدا في تشيلي. وأظهرت البيانات أن الغبار يتكوّن أساسا من معادن سيليكات وأكسيد الألمنيوم، وهي مواد متوقعة حول النجوم الغنية بالأكسجين.لكن المفاجأة كانت أن حبيبات الغبار الصغيرة لا تلتقط قدرا كافيا من ضوء النجم لتوليد قوة تدفع الغاز إلى الخارج. فالجاذبية تبقى أقوى، ما يعني أن الغبار وحده لا يستطيع إطلاق الرياح النجمية.ويرجح العلماء أن عمليات أخرى، مثل النبضات الدورية للنجم وحركة الغازات الساخنة والباردة داخله، ترفع المادة أولا، ثم يأتي الغبار ليساعد جزئيا في استمرار التدفق. وتؤكد النتائج أن دور غبار النجوم أكثر تعقيدا مما كان يعتقد، وأن انتقال مكوّنات الحياة في الكون لا يتم دائما بالطريقة نفسها.(ترجمات)۔

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد