في إطار القرارات التي أقرها مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت اليوم الاثنين الموافق التاسع والعشرين من ديسمبر 2025، والمتعلقة بتنفيذ حزمة من المبادرات الهادفة إلى تطوير الوضع المالي وضمان استمرارية الدعم الموجه للمواطنين، تم عقد مؤتمر صحفي للحكومة في قصر القضيبية اليوم، شارك فيه كلٌ من معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني وسعادة المهندس وائل بن ناصر المبارك وزير شؤون البلديات والزراعة وسعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ وسعادة المهندس إبراهيم بن حسن الحواج وزير الأشغال وسعادة السيد يوسف بن عبدالحسين خلف وزير العمل ووزير الشؤون القانونية وسعادة السيد ياسر بن إبراهيم حميدان وزير شؤون الكهرباء والماء وسعادة السيد حمد بن فيصل المالكي وزير شئون مجلس الوزراء، وسعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام، وسعادة السيد أسامة بن صالح العلوي وزير التنمية الاجتماعية، حيث رحب سعادة الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي وزير الإعلام بأصحاب المعالي والسعادة الوزراء وممثلي الصحف المحلية، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يأتي للإعلان عن قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بتنفيذ حزمة من المبادرات الهادفة إلى تطوير الوضع المالي وضمان استمرارية الدعم الموجه للمواطنين، وذلك في إطار نهج الحكومة القائم على التواصل مع المواطنين ووسائل الإعلام.
وفي بداية المؤتمر الصحفي أكد معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني أنه انطلاقًا من رؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الرامية إلى بناء اقتصاد وطني متين ومستدام يعود بالنفع والخير على المواطن البحريني أولاً، وتنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، التي تضع دوماً المواطن في صدارة الأولويات، يتواصل العمل من أجل تطوير منظومة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتعزيز البرامج الداعمة له.
كما أكد معاليه بأن الأمن والاستقرار أساس التنمية والازدهار، وهذا النمو الذي نشهده اليوم في كافة المجالات نتيجة قيادة ورؤية حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بأهمية التخطيط والحكمة والثبات على المبادئ التي رسخها ميثاق العمل الوطني والدستور، وإيمان راسخ بأن المواطن البحريني ثروة الوطن ومحور جميع برامج التنمية وغايتها.
وأشار معاليه إلى أن كل المبادرات والقرارات ليس لتقوية وضع مالي بحد ذاته أو لتحسين مالية عامة، بل بهدف ترسيخ المزيد من الاستقرار وبهدف تحقيق المزيد من الازدهار للمواطنين، بحيث تنعكس ثمار الاقتصاد على أجور المواطنين وتوسيع فرص التنمية للجميع.
ولفت معاليه إلى أن مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت اليوم برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، أقر عددا من المبادرات الهادفة إلى تطوير الوضع المالي وضمان استمرارية الدعم الموجه للمواطنين، لافتاً معاليه إلى أنه ومن منطلق التعاون المثمر والبناء مع السلطة التشريعية قرر مجلس الوزراء عدم تغيير تعرفة الشريحة الأولى والثانية للكهرباء والماء للمواطنين في المسكن الأول، وارجاء تطوير آليات دعم الكهرباء والماء للمواطنين بالمسكن الأول من الدراسة.
واستعرض معاليه ملامح الأداء الاقتصادي والمالي لمملكة البحرين وأبرز التطورات التي شهدتها المالية العامة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك المبادرات النوعية التي تم إطلاقها لتطوير الوضع المالي، ورفع كفاءة الإنفاق العام، وتحقيق الاستدامة، مع الالتزام بتوجيه الدعم إلى مستحقيه من المواطنين، وأشار معاليه إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لمملكة البحرين قد شهد نموًا مضاعفًا بأكثر من خمس مرات خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفع من 9 مليار دولار أمريكي في عام 2000 إلى 47 مليار دولار في عام 2024، مما يؤكد قوة الاقتصاد البحريني، وقدرته على التوسع حتى في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
وأضاف معاليه أن متوسط الأجر الإجمالي للعاملين البحرينيين في القطاعين العام والخاص حقق نموًا بنسبة تقارب 103% خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفع من 439 دينارًا بحرينيًا في عام 2005 إلى 893 دينارًا في عام 2024، مما يؤكد التحسن المستمر في تعزيز فرص التوظيف وتمكين الكفاءات الوطنية، بما يسهم في تحقيق الاستقرار المعيشي وتحسين مستويات الدخل للأسر البحرينية.
وأشار معاليه إلى أنه وعلى الرغم من موجات التضخم العالمية التي شهدتها الأسواق خلال السنوات الأخيرة، فقد حافظت مملكة البحرين على مستويات تضخم مستقرة نسبيًا، مقارنة بالمتوسطات الإقليمية والدولية، فوفقًا للبيانات الرسمية، فإن متوسط معدل التضخم السنوي في المملكة لم يتجاوز 1% تقريبًا، ما بين عام 2019 وعام 2025 وهي نسبة منخفضة بشكل لافت مقارنةً بدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي، والتي تجاوزت نسب التضخم فيها 20% للفترة ذاتها، مما يؤكد فعالية السياسات الاقتصادية التي تتبعها الحكومة في حماية القدرة الشرائية وتحقيق التوازن بين استقرار الأسعار وتعزيز النمو الاقتصادي.
ولفت معاليه إلى أنه تم تنفيذ حزمة من المشاريع الكبرى بنجاح في أربع قطاعات حيوية وهي: الطاقة، والصناعة، والنقل واللوجستيات، والسياحة، حيث عكست هذه المشاريع التزام الحكومة بخطة التعافي الاقتصادي، وتركز على تحفيز النمو، وخلق الوظائف، وتنويع مصادر الدخل، مستعرضاً معاليه ما تحقق من مشاريع في هذه القطاعات وهي على النحو التالي:
قطاع الطاقة
مشروع تحديث مصفاة بابكو، وهو من أضخم مشاريع التكرير في المنطقة، ويسهم في تعزيز تنافسية القطاع النفطي وتلبية الطلب الإقليمي والعالمي على المنتجات المكررة.
تدشين مشروع خط الأنابيب الجديد، الذي يعزز منظومة نقل النفط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، ويرفع كفاءة وسلامة الإمداد.
افتتاح مرسى البحرين للغاز المسال (LNG)، والذي يُعد بنية تحتية حيوية لدعم احتياجات الطاقة النظيفة للمملكة، وتأمين إمدادات الغاز للمرافق والصناعات.
الانتهاء من المرحلة الثانية من محطة الدور 2 لتوليد الكهرباء والماء، التي تعزز أمن الإمدادات وتلبي الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والمائية، وتأتي ضمن توجه الحكومة نحو الاستدامة والاعتماد على أحدث التقنيات.
القطاع الصناعي
تدشين خط الصهر السادس في شركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، والذي يمثل نقلة نوعية في قطاع الصناعات التحويلية ويجعل "ألبا" واحدة من أكبر مصاهر الألمنيوم في العالم.
مشاريع القيمة المضافة (Downstream Aluminum)، والتي تركز على تطوير الصناعات المرتبطة بالألمنيوم، مما يعزز التنافسية ويوفر فرصًا استثمارية جديدة.
افتتاح مدينة سلمان الصناعية، والتي تمثل بيئة متكاملة للمصانع والمستثمرين، وتوفر بنية تحتية حديثة لدعم الإنتاج والتصدير.
إنشاء المنطقة التجارية الأمريكية، بمساحة كبيرة، تدعم التجارة الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعزز مناخ الأعمال والاستثمار الأجنبي المباشر.
القطاع اللوجستي
تطوير مرافق مطار البحرين الدولي ضمن جهود تحديث البنية التحتية للنقل الجوي وتعزيز دور المملكة كمركز إقليمي للطيران والشحن.
إنشاء قرية الشحن الجوي السريع، لتسريع سلاسل الإمداد وتقديم حلول لوجستية ذكية للشركات والمصدرين.
افتتاح وتشغيل ميناء خليفة بن سلمان، الذي يُعد من أكبر موانئ المنطقة ويخدم التبادل التجاري عبر البحر.
تدشين منطقة البحرين اللوجستية، التي تستقطب كبرى الشركات العالمية وتقدم بيئة متكاملة لخدمات النقل والتوزيع والتخزين.
قطاع السياحة
افتتاح مركز البحرين العالمي للمعارض، الذي يمثل منارة لاحتضان المؤتمرات والمعارض الدولية، ويعزز مكانة المملكة في سياحة الأعمال.
تطوير حلبة البحرين الدولية التي تواصل دورها في استضافة كبرى الفعاليات الرياضية العالمية، ما يعزز السياحة الرياضية والاقتصاد المحلي.
افتتاح مسرح الدانة، كمرفق ثقافي وترفيهي حديث يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفني والمناسبات الكبرى.
افتتاح عدد من الفنادق العالمية، بما يدعم زيادة الطاقة الاستيعابية للضيافة وتحقيق نمو في القطاع السياحي.
وتؤكد هذه المشاريع أن الحكومة ماضية في تنفيذ الأولويات الوطنية بكل التزام وكفاءة، مع الحرص على أن تنعكس ثمارها مباشرة على المواطنين عبر توفير الوظائف، ورفع جودة الخدمات، وتحسين مستوى المعيشة.
وأشار معاليه إلى أنه وفي إطار المسيرة التنموية الشاملة لمملكة البحرين، والجهود الوطنية الرامية إلى تطوير الإطار التشريعي والقانوني في مملكة البحرين لتعزيز البيئة الحاضنة للاستثمار، تم العمل على إصدار أكثر من 2400 مرسومًا وقانونًا، شملت تحديثات جوهرية وتنظيمات جديدة تواكب التطورات الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرزها:
قانون غرفة البحرين لتسوية المنازعات
قانون تزويد الحوسبة السحابية للأطراف الأجنبية
قانون حماية المستهلك
قانون تنظيم القطاع العقاري
قانون حماية البيانات الشخصية
قانون مكافحة الغش التجاري
قانون الأسرة
قانون تنظيم المناقصات والمشتريات الحكومية
قانون الاتصالات
وأكد معاليه أن هذا التطوير التشريعي الشامل يؤكد التزام المملكة بتعزيز دولة القانون، وتحقيق العدالة والشفافية، وتهيئة بيئة قانونية داعمة للتنمية المستدامة وجاذبة للاستثمارات.
وأشار معاليه إلى أنه في عام 2018، تم إطلاق برنامج التوازن المالي وتم تحقيق أربعة من أصل ستة مستهدفات رئيسية، تقليص المصروفات التشغيلية للحكومة، وتعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي، وتسهيل الإجراءات الحكومية وزيادة الإيرادات غير النفطية، وطرح برنامج تقاعد اختياري لمن يرغب فيه من موظفي الحكومة ممن تنطبق عليهم الشروط، ويجري العمل حاليًا على زيادة كفاءة هيئة الكهرباء والماء لتحقيق التوازن بين إيراداتها ومصروفاتها، واستكمال تعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من المواطنين.
وأضاف معاليه إلى أنه نظرًا للآثار الاقتصادية المترتبة عن الانتشار العالمي لجائحة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط بالأسواق العالمية، تم طرح مبادرات إضافية ضمن برنامج التوازن المالي المحدّث في عام 2021، وتم استكمال ستة من أصل ثمان مبادرات وهي:
زيادة مساهمة الشركات المملوكة للحكومة
خفض المصروفات التشغيلية في الجهات الحكومية
مبادرات تنمية الإيرادات الحكومية
تعزيز كفاءة ميزانية المشاريع
زيادة القيمة المضافة إلى 10%
ضبط المصروفات المتعلقة بالقوى العاملة
موضحاً أن العمل ما زال العمل جارياً على مراجعة أسعار السلع والخدمات المقدمة للشركات، واستكمال تعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من المواطنين.
ولفت معاليه إلى أن البيانات تظهر بأن المصروفات المتكررة بلغت في عام 2000 نحو 567 مليون دينار واستمرت بالارتفاع سنويًا حتى وصلت إلى 2045 مليار دينار في عام 2014، حتى بدأ العمل على خفض المصروفات المتكررة وتم بنجاح تقليصها بنسبة 12% بين عامي 2014 و2024، مضيفاً معاليه بأنه تم العمل على رفع مستويات الإيرادات غير النفطية ففي عام 2018، حيث بلغت الإيرادات غير النفطية 489 مليون دينار، وارتفعت إلى 1,2 مليار دينار في عام 2024 بنسبة نمو في الإيرادات غير النفطية خلال هذه الفترة بلغت 147%، موضحاً بأن العمل متسمر على تحقيق المستهدف بالوصول إلى تغطية الإيرادات النفطية للمصروفات المتكررة الأولية بنسبة 100% مع الحفاظ على المستحقات والقوة الشرائية للمواطنين.
وفيما يتعلق بالرصيد الكلي فقد أشار معاليه إلى أن إجمالي العجز الكلي للسنة المالية 2024 بلغ مليار دينار بحريني، تمثل فوائد الدين العام فيه نسبة 92% من إجمالي هذا العجز، حيث بلغت 945 مليون دينار.
أما عن نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، أوضح معاليه أنها ارتفعت إلى %109 في عام 2024 وستستمر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
