تغير معنى النجاح بين فترة وأخرى، حيث نشاهد أسماء لم نسمع بها من قبل، ثم يُشار إليهم فجأة بوصف واحد: ناجحون. لا نعرف الحكاية كاملة، ولا الطريق التي سلكوها، كل ما نعرفه أنهم حاضرون في المشهد، في المقاطع السريعة، في الإعلانات، وفي الصفوف الأولى للمناسبات. بعضهم لم يتقدم بموهبة واضحة، بل بلحظة مصورة أتقنت توقيتها، وبعضهم لم يُعرف بإنجاز يُراكم، بل بتجاوز صار حديث الناس. وهناك من ارتقى، ليس عبر السلالم الطويلة للجهد، بل عبر طرق مختصرة مرصوفة بالضجة والظهور، لا بالإنجاز الحقيقي. بهذا الشكل الهادئ تتحرك المعايير دون إعلان، وتُعاد كتابة معنى النجاح، لا في الكتب، بل في المشهد اليومي الذي نراه ونعتاد عليه.
كان النجاح، ذات زمن غير بعيد، يُقاس بالاستمرارية والصبر لا بالسرعة، وبالتأثير بعيد المدى لا بالضجة المؤقتة. لم يكن الوصول مكافأة سريعة، بل نهاية طبيعية لمن أطال السهر واحترم التعب. كانت الطريق طويلة ومتعبة لكنها واضحة المعالم؛ يبدأ المرء من الهامش، ويتقدم خطوة خطوة، حتى يُعرف بعمله قبل اسمه، وبأثره قبل صورته.
أما اليوم فقد تغير المشهد. لم يعد النجاح ابن الجهد وحده، بل صار ابن الظهور. لم تعد السنوات معيارًا، بل الثواني. لم يعد السؤال: ماذا أنجزت؟ بل: كم شوهدت وكم تفاعلوا معك؟ انقلبت القيم بهدوء مريب، بلا ضجيج ولا مقاومة. لم نشعر بالزلزال، لأن الأرض لم تهتز، بل نحن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية
