ابو بكر ابن الاعظمية

في تاريخ الحروب، لا تُقاس الانتصارات دائمًا بمساحة الأرض التي تُسيطر عليها الجيوش، بل أحيانًا بالمساحة التي تُفرغ داخل عقل العدو.

هناك معارك تُخاض بالسلاح، وأخرى تُخاض بالمعلومة، وهناك ضربات لا تُسمَع في الميدان، لكنها تُحدِث زلزالًا في مراكز القرار.

عام 1981 لم يكن عامًا عاديًا في الحرب العراقية الإيرانية، بل كان عامًا شهد واحدة من أخطر العمليات الاستخبارية الجوية المشتركة في المنطقة، عملية لم تستهدف قاعدة أو لواءً أو مطارًا، بل استهدفت القيادة العسكرية الإيرانية بكاملها وهي في الجو.

هذه الدراسة لا تتناول الحدث بوصفه واقعة عسكرية فحسب، بل بوصفه نموذجًا متقدمًا للحرب الاستخبارية الحديثة، حيث تداخل التخطيط الأمني، والاختراق المعلوماتي، والتنفيذ الجوي في عملية واحدة محكمة.

بيئة الحرب وتحول الصراع إلى حرب عقول

مع بداية الحرب، أدرك العراق أن إيران لا تُدار بمنطق الجبهة التقليدية وحدها.

فالقيادة الإيرانية كانت موزعة بين الجيش النظامي والحرس الثوري، وبين مراكز رسمية وأخرى عقائدية، ما جعل سلسلة القرار معقدة لكنها مركزية في لحظات الحسم.

هذا الإدراك قاد القيادة العراقية إلى خيار حاسم:

ضرب مركز القرار بدل استنزاف الأطراف.

ومن هنا بدأ الاستثمار الحقيقي في الاستخبارات بعيدة المدى، لا كمرفق مساعد، بل كأداة حسم.

الاختراق الاستخباري كيف دخل العراق إلى العمق الإيراني

بحلول عام 1981، كانت المخابرات العراقية قد تجاوزت مرحلة الرصد إلى مرحلة الاختراق البنيوي.

لم يعد الهدف معرفة تحركات الوحدات، بل الوصول إلى عقل التخطيط نفسه.

تمكّن العراق من:

اختراق دوائر الاتصالات العليا

زرع مصادر بشرية داخل سلاسل التخطيط

فهم أنماط انتقال القيادات

تحليل البروتوكولات الجوية الخاصة بكبار القادة

لم يكن ذلك وليد الصدفة، بل نتيجة تراكم طويل من العمل الصامت، حيث جرى التعامل مع المعلومة كقطعة سلاح يجب صقلها قبل استخدامها.

الطائرة حين اجتمع رأس الهرم في جسد واحد

في خطأ استراتيجي نادر، قررت القيادة الإيرانية نقل عدد غير مسبوق من قادة الصف الأول على متن طائرة واحدة.

لم تكن الرحلة اعتيادية، بل رحلة قيادة ميدانية، تحمل معها خلاصة التخطيط العسكري الإيراني.

وجود:

رئيس أركان.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية