مع كل سنة جديدة، لا يدخل الزمن علينا كضيفٍ عابر، بل كقاضٍ صامت، لا يهنئنا ولا يعتذر، يمرّ فقط، ويترك لنا مهمة الإجابة عن سؤالٍ ثقيل: ماذا فعلنا بالوقت وماذا فعل الوقت بنا؟
في الفلسفة، الزمن ليس تعاقباً رقمياً للأيام، بل تجربة وجودية تُقاس بعمق الأثر لا بسرعة العبور، فليس كل مرورٍ تقدّماً، وليس كل جديدٍ إضافة حقيقية، قد تتغيّر السنوات، بينما يبقى الإنسان عالقاً في التعب ذاته، والقلق ذاته، والأسئلة نفسها التي لم تجد جواباً.
تُفترض الحضارة بوصفها مشروعاً إنسانياً، غايته تخفيف أعباء البشر ورفع مستوى الكرامة الإنسانية، غير أن ما نشهده اليوم يكشف مفارقة قاسية، تقدّمٌ تقني متسارع، يقابله تراجع بطيء في قيمة الإنسان ،صرنا نعيش في عالمٍ أكثر اتصالاً وأقل فهماً، أكثر سرعة وأقل رحمة.
الإنسان الحديث لم يعد يُنظر إليه كغاية، بل كوسيلة. يُقاس بقدرته على الإنتاج، لا بعمق إنسانيته. يُحتفى به ما دام قادراً على العطاء، ويُهمّش حين يتعب، وكأن الإرهاق فشل، والبطء خطيئة، والتوقف خروج عن النظام. في هذه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من وكالة الحدث العراقية
