تلعب البكتيريا النافعة في الأمعاء دورا أساسيا في الهضم والمناعة وحتى المزاج. وتحتل منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن والزبادي، موقعا وسطا في هذا النقاش، إذ تجمع بين فوائد غذائية محتملة وتأثيرات غير محسومة على صحة الأمعاء.دراسة حديثة حاولت تقديم صورة أدق، من خلال فحص البكتيريا الملتصقة بجدار القولون نفسه، وليس فقط تلك الموجودة في عينات البراز كما هو شائع. وشارك في الدراسة بالغون خضعوا لتنظير القولون في مستشفى للمحاربين القدامى في مدينة هيوستن الأميركية، وتبيّن أن أمعاءهم سليمة من أمراض كبرى قد تؤثر في النتائج.
البكتيريا النافعةوجمع الباحثون 97 عينة دقيقة من بطانة القولون، وطلبوا من المشاركين تعبئة استبيان غذائي يغطي استهلاكهم من الحليب والجبن والزبادي ومنتجات الألبان عموما خلال عام كامل. ثم حلّلوا البكتيريا باستخدام تقنيات وراثية متقدمة.وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من الحليب أو الألبان عموما يتمتعون بتنوع أعلى في البكتيريا النافعة الملتصقة بجدار القولون، وهو مؤشر يُعد غالبا علامة إيجابية لصحة الأمعاء. كما ارتبط استهلاك الحليب بزيادة أنواع بكتيرية معروفة بدورها في تقليل الالتهاب وتعزيز صحة جدار الأمعاء.أضرار الجبن
لكن الصورة لم تكن إيجابية بالكامل. فالجبن، على عكس الحليب، ارتبط بانخفاض بعض أنواع البكتيريا المفيدة في نماذج التحليل المتقدمة، ما يطرح تساؤلات حول تأثير مكوناته المختلفة بعد تحويل الحليب إلى جبن.
ويشير الباحثون إلى أن اللاكتوز الموجود في الحليب قد يكون عاملا مهما، إذ يعمل كغذاء لبعض البكتيريا النافعة، بينما تقل نسبته في كثير من أنواع الجبن.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
