في عالم تتسارع فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتتآكل فيه الحدود بين الحقيقة والزيف، لم يعد خطر الحرب النووية مرتبطا فقط بصواريخ عابرة للقارات أو حسابات الردع التقليدية، بل أصبح متصلا أيضا بمقاطع فيديو مزيفة، وصور مفبركة، وخوارزميات قد «تتوهم» هجوما لم يقع، حسبما ورد في مقال بمجلة فورين أفيرز الأمريكية.
واستهلت إيرين دومباتشر الباحثة في مجال الأمن النووي بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، مقالها بالتذكير بمحاولات صناع السياسات والاستراتيجيين منع أي دولة من نشر أو استخدام الأسلحة النووية خطأ.
ومع ذلك، لا يزال احتمال وقوع الحوادث قائما اليوم بالقدر نفسه الذي كان عليه خلال الحرب الباردة.
وذكرت الكاتبة أنه في عام 1983، أشارت منظومة إنذار مبكر سوفياتية، على نحو خاطئ، إلى أن الولايات المتحدة قد أطلقت هجوما نوويا ضد الاتحاد السوفياتي.
وكان من الممكن لمثل هذا التحذير -وفق المقال- أن يطلق ردا نوويا سوفياتيا كارثيا لولا تدخل بشري استثنائي من الضابط المناوب، ستانيسلاف بيتروف، الذي استنتج أن الإنذار كان كاذبا.
ولو لم يفعل ذلك، لكانت القيادة السوفياتية قد وجدت ما يبرر إطلاق أكثر أسلحة العالم تدميرا على الولايات المتحدة.
التقاء الذكاء الاصطناعي بتقنيات "التزييف العميق" مع منظومات الإنذار النووي وآليات اتخاذ القرار قد يفتح الباب لحرب نووية قد تنشب من معلومات زائفة أو إنذارات خاطئة، لا بسبب قرار سياسي متعمد
وتؤكد دومباتشر -التي تعمل أيضا مستشارة في سياسات الأمن الدولي والتكنولوجيا- أن هذه الحادثة ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل دليل دائماً على هشاشة أنظمة الإنذار النووي، وعلى الدور الحاسم للعامل البشري في منع الكارثة.
وفي رأيها، فإن هذا الخطر لم يتراجع بمرور الزمن، بل تعاظم اليوم مع إدخال الذكاء الاصطناعي إلى البنية الأمنية والعسكرية بصورة أكثر تعقيدا وغموضا.
وحذرت دومباتشر من أن التقاء الذكاء الاصطناعي بتقنيات "التزييف العميق" مع منظومات الإنذار النووي وآليات اتخاذ القرار قد يفتح الباب لحرب نووية قد تنشب من معلومات زائفة أو إنذارات خاطئة، لا بسبب قرار سياسي متعمد.
واعتبرت أن اندلاع حرب نووية سيكون أخطر سيناريو عرفه العالم منذ أن وضعت الحرب الباردة أوزارها في عام 1991 مع تفكك الاتحاد السوفياتي.
وأوضحت أن إحدى المخاوف الشائعة يتمثل في احتمال تفويض الآلات مهمة اتخاذ قرار استخدام السلاح النووي، وهو ما تحاول الولايات المتحدة وغيرها تفاديه عبر ضمان بقاء "الإنسان داخل دائرة القرار"، كما تنص عليه الإستراتيجية الدفاعية الأميركية لعام 2022، وكما أكدته التفاهمات بين واشنطن وبكين.
سلاح التزييف العميق غير أن المقال يشدد على أن هذا التركيز، على أهميته، لا يعالج التهديد الأكثر خفاءً، والذي يكمن في قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج معلومات مزيفة شديدة الإقناع قد تؤثر في الإدراك البشري نفسه خلال لحظات الأزمة.
واستعرضت الكاتبة أمثلة حديثة على مخاطر التزييف العميق، الذي بات قادرا على تقليد أصوات وصور القادة السياسيين بصورة تجعل التمييز بين الحقيقي والمفبرك بالغ الصعوبة.
واستشهدت بحوادث واقعية، مثل مقطع فيديو زائف -انتشر على نطاق واسع بعد أسابيع من غزو روسيا لبلده عام 2022-يُظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو يدعو شعبه إلى إلقاء السلاح والاستسلام.
التزييف العميق صار قادرا على تقليد أصوات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية
