مقال تركي القحطاني : القانون في مواجهة الذكاء الاصطناعي

أثارت الفضيحة الإعلامية التي طالت شبكة BBC خلال الأسابيع الماضية موجة واسعة من الجدل، خصوصا بعد أن تبين أن المادة المصورة التي ظهر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت منتجة بالكامل عبر تقنيات التزييف العميق المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. هذا الحدث لم يكن مجرد خطأ إعلامي عابر، بل كشف أمام العالم حجم التحدي الذي تفرضه هذه التقنيات الحديثة، وقدرتها على توليد محتوى صوتي أو بصري يبدو واقعيا إلى درجة تصعب التمييز بين الحقيقة والزيف، الأمر الذي يضع المؤسسات والأفراد أمام مخاطر جديدة تتعلق بالثقة والمصداقية والمساس بالسمعة.

وفي السياق السعودي، تأتي هذه التحديات ضمن بيئة تقنية متقدمة تعد فيها المملكة من الدول الرائدة عالميا في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي؛ إذ تحتل المملكة المرتبة الرابعة عالميا في مؤشر الخدمات الرقمية، وتحقق مراكز متقدمة في مؤشرات الجاهزية التقنية والحوكمة الرقمية. هذا التقدم يشكل أرضية خصبة لاستقبال الابتكار، لكنه في الوقت نفسه يزيد الحاجة إلى أطر نظامية واضحة تحمي المجتمع من إساءة استخدام هذه الأدوات، خاصة تلك التي تمس بالهوية البصرية والصوتية للأفراد أو الجهات.

وعند النظر في المنظومة النظامية في المملكة العربية السعودية، يتضح أن التزييف العميق - سواء للأصوات أو الصور أو مقاطع الفيديو - يعد من الأفعال التي تندرج تحت مفهوم الاعتداء الالكتروني. فالفقرة الخامسة من المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية تجرم التشهير بالآخرين أو إلحاق الضرر بهم باستخدام الوسائل التقنية، وتفرض عقوبة تصل إلى السجن سنة أو الغرامة 500,000 ريال أو بهما معا. هذا النص يشمل بشكل مباشر أي محتوى مزيف يستهدف شخصا طبيعيا أو اعتباريا ويتضمن تشويها للسمعة أو تحريضا أو تضليلا.

كما أن الفقرة الرابعة من المادة ذاتها تجرم المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف المزودة بالكاميرا أو ما في حكمها، وهو توصيف يمكن تنزيله على الممارسات الحديثة للتزييف العميق التي تنتج صورا أو مقاطع مصورة خادعة تمس خصوصية الأفراد، سواء أكان ذلك بهدف الإساءة أو الابتزاز أو العبث بالهوية الرقمية.

ومن زاوية أشمل، تعد الفقرة الأولى من المادة السادسة من النظام حجر الأساس في مواجهة المحتوى المزيف المنتج عبر الذكاء الاصطناعي؛ إذ تعاقب كل من ينتج أو ينشر أي مادة تمس النظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة مكة

منذ 5 ساعات
منذ ساعة
منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
صحيفة سبق منذ 3 ساعات
أخبار 24 منذ ساعة
صحيفة عاجل منذ 9 ساعات
صحيفة سبق منذ 21 ساعة
صحيفة عاجل منذ 16 ساعة
صحيفة عاجل منذ 3 ساعات
صحيفة سبق منذ 4 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 10 ساعات