الاستثمار في التعليم الطبي والرعاية الصحية ركن أساسي في صناعة المستقبل

الدكتور محمود سرحان الدكتور محمود سرحان*

شهد الأردن على مر السنوات تقدما ملحوظا في شتى المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم الطبي. ومع هذا التطور، زادت المطالب والاهتمامات بالخدمات ذات الجودة العالية، وهو ما يتطلب بدوره الارتقاء المتواصل بالخدمات التي تُعنى بهذين المجالين، كون ذلك لا يساهم فقط في تحسين الكفاءة المحلية، بل يفتح أيضا فرصا جديدة للعمل والإبداع، كما يساهم بسد الفجوات في البنية التحتية والنظم الصحية. نأمل أن يمهد ذلك الطريق أمام المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها للعمل بشكل تشاركي نحو مستقبل أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة.

وإيمانا بأن التعليم الطبي والرعاية الصحية يمثلا حجر الأساس لبناء مجتمعات صحية ومستدامة، وبالشراكة ما بين القطاع العام والخاص، قام الصندوق السعودي الأردني للاستثمار بتطوير مشروع المملكة للرعاية الصحية والتعليم الطبي، والذي يسعى ليس فقط إلى الاستثمار في التعليم الطبي والرعاية الصحية، بل أيضا إلى تقديم حلول مثبتة ومبتكرة، تستجيب للتحديات الصحية والتعليمية التي نواجهها.

في عام 2022، بدأنا في الصندوق برحلتنا لتحويل الرؤية إلى واقع ملموس، وذلك بالعمل على تنفيذ جامعة المملكة للعلوم الطبية، والتي تحتضن مستشفى المملكة الجامعي بكلفة تصل لـ400 مليون دولار أميركي، إثر الشراكة والتعاون ما بين العديد من الأطراف التي ضمت في المقام الأول شركات سيدارا التي عنيت بتولي مهمة التصميم والإشراف، إلى جانب اثنتين من أهم المؤسسات العالمية في مجالي الرعاية الصحية والتعليم الطبي: كلية الطب في جامعة لندن (UCL Medical School) كشريك أكاديمي، والمركز الطبي لجامعة كاليفورنيا (UCLA Health) كشريك طبي.

لم يكن تطوير المشروع مقتصرا على هذه الشراكات الدولية والإقليمية، بل وبشكل هام شمل أيضا جهودا محلية مكثفة، كان منها إشراك الخبراء والمؤسسات ذات العلاقة المباشرة بالقطاع الطبي والتعليمي في الأردن. وفي هذا السياق، فقد نظمنا سلسلة من اللقاءات الهادفة لإطلاع الجميع على أهداف المشروع وخصائصه وضمان الفهم العميق والمشترك لكل ما يتعلق به. والأهم من ذلك، هدفت اللقاءات للاستماع إلى مختلف آراء وتوصيات المعنيين ومن ثم تطبيقها. وقد كان هذا التفاعل عنصرا جوهريا في تطوير المشروع وضمان توافقه مع تطلعات المجتمع واحتياجاته، وهو الأمر الذي يعكس التزامنا بهذا النهج التعاوني، الذي يجسد إيماننا الثابت بأن نجاح المشروع لا يتحقق إلا من خلال المشاركة النشطة والتعاون مع جميع الأطراف.

وإذ يستمر المشروع بالتقدم المستدام على موقع إستراتيجي اختير بالقرب من غابة ملك مملكة البحرين، لتسهيل الوصول إليه من كافة أنحاء الأردن ومن الزوار الدوليين، فإنه يهدف إلى تطوير جامعة ومستشفى ضمن بنية تحتية متقدمة، مما سيعزز النشاط الاقتصادي من خلال دعم قطاعات الإنشاءات، والاتصالات، والخدمات اللوجستية، ويوفر أكثر من 5000 فرصة عمل.

هذا الإنجاز الذي سيتكلل بافتتاح كلية الطب في جامعة المملكة للعلوم الطبية في شهر أيلول من العام 2026، وتشغيل المستشفى في أوائل العام 2027، ما هو إلا البداية؛ حيث سيساهم المشروع برؤية تستشرف المستقبل، في الارتقاء في التعليم الطبي والرعاية الصحية ورفع جودتهما النوعية وكفاءتهما؛ نظراً لرؤيته في تحسين مخرجات التعليم، وإرساء نهج الطب الدقيق الذي تتناغم فيه الخدمات السريرية والتعليمية والبحثية ضمن حرم جامعي واحد، مبشرا بأجيال جديدة متميزة من قادة المستقبل من الأطباء وعلماء الطب. وسيدعم المشروع قطاع البحث العلمي، وذلك بتخصيص حصة من الإيرادات له، وهو ما سيضمن قطع أشواط متقدمة نحو بيئة معززة للأمن الصحي وإمكانيات.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 9 ساعات
خبرني منذ 21 ساعة
خبرني منذ 10 ساعات
رؤيا الإخباري منذ 8 ساعات
خبرني منذ 16 ساعة
خبرني منذ 22 ساعة
رؤيا الإخباري منذ 10 ساعات
خبرني منذ 22 ساعة
خبرني منذ 20 ساعة