تشهد الصين تحولاً ملحوظاً في توجه المستهلكين نحو السلع الفاخرة المستعملة، في ظل تحديات اقتصادية وضغوط مالية تواجه سوق الفخامة التقليدية.. التفاصيل في

تشهد الصين تحولاً ملحوظاً في توجه المستهلكين نحو السلع الفاخرة المستعملة، في ظل تحديات اقتصادية وضغوط مالية تواجه سوق الفخامة التقليدية.

في متجر ضخم تحت الأرض بالقرب من مطار هونغتشياو في شنغهاي الصينية، أصبح من الشائع رؤية المستهلكين يتفحصون الحقائب والأزياء من علامات بارزة مثل «لويس فيتون» (Louis Vuitton)، «ديور» (Dior)، و«غوتشي» (Gucci)، ولكن الفرق هذه المرة أن البضائع ليست جديدة.

سلوك المستهلك

هذا التوجه نحو المنتجات المستعملة يعكس تغيراً في سلوك المستهلكين وسط تراجع القدرة الشرائية والمخاوف الاقتصادية، وفقاً لتقرير حديث نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية.

متجر «زيير» (ZZER) في شنغهاي، مثلا، يُعد نموذجاً ملموساً لهذا التحول، إذ بدأ المتجر كمنصة على الإنترنت، ثم توسع ليصبح متجراً فعلياً يعرض مجموعة متنوعة من السلع الفاخرة المستعملة.

وفقاً للقائمين على المتجر، يستقبل نحو 5000 منتج جديد يومياً، ما يبرز الحجم الهائل للحقائب والملابس الفاخرة التي يتم تداولها في السوق الصينية التي بدأت كحل بديل خلال جائحة «كوفيد-19»، لتصبح الآن جزءاً من نمط الحياة للعديد من المستهلكين الصينيين.

سوق ضخمة

الاهتمام المتزايد بالسلع الفاخرة المستعملة لم يأتِ من فراغ، بل تزامن مع انخفاض مبيعات الشركات الفاخرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان.

ففي حين تواجه العلامات التجارية الفاخرة مثل «كيرينغ» (Kering) و«إل في إم إتش» (LVMH) تحديات كبيرة في مبيعاتها، يبدو أن سوق العلامات المستعملة تقدم بديلاً مجدياً.

المستهلكون، خصوصاً من الطبقة المتوسطة الذين يتقاضون رواتب تزيد على 10 آلاف يوان شهرياً (1380 دولاراً)، أصبحوا أكثر حذراً في إنفاقهم، ويفضلون شراء المنتجات الفاخرة المستعملة كوسيلة للحصول على الجودة بتكلفة أقل.

تشير الأرقام إلى أن حجم سوق السلع الفاخرة المستعملة في الصين تجاوز تريليون يوان في عام 2020، مقارنةً بـ300 مليار فقط في عام 2015، ما يعكس حجم النمو الهائل.

دور مؤثر

منصات مثل «زيير» (ZZER) و«شياني» (Xianyu) تلعب دوراً كبيراً في تلبية هذا الطلب المتزايد، حيث تتيح للمستخدمين إعادة بيع السلع الفاخرة مقابل عمولة، ما يفتح المجال لتدوير المنتجات الفاخرة بين أيدي المستهلكين بطرق أكثر مرونة.

لكن التحول نحو السلع المستعملة لا يخلو من التساؤلات، فهناك قلق من أن هذه السوق قد تؤثر على الطلب على المنتجات الجديدة، وتضر بقيمة العلامة التجارية على المدى الطويل.

ورغم أن هناك شكوكاً بشأن صحة بعض المنتجات المعروضة للبيع، فإن «زيير» (ZZER) تعتمد على عملية تحقق خاصة بها لضمان أصالة البضائع، وتتيح للبائعين تحديد الأسعار بأنفسهم.

مع ذلك، فإن الاهتمام الكبير بالسوق المستعملة يعكس استعداد جزء كبير من السكان للبحث عن صفقات، وربما جذب فئة من المستهلكين الذين لم يكونوا يفكرون سابقاً في شراء السلع الفاخرة.

إقبال متزايد

إضافة إلى ذلك، يشهد متجر «زيير» (ZZER) إقبالاً متزايداً من الزبائن الدوليين الباحثين عن صفقات، في إشارة إلى تنامي جاذبية السوق الصينية كوجهة للبضائع الفاخرة المستعملة.

كما يبدو أن هذه السوق نجحت في توفير تجربة جديدة تلبي الاحتياجات المتغيرة للمستهلكين في فترة ما بعد الجائحة، حيث يجد الزبائن المنتجات التي «لم تُلبس أبداً» بأسعار أقل من الأسعار الأصلية بكثير.

وبالنظر إلى استمرار التحديات الاقتصادية بعد الجائحة، من المتوقع أن تستمر هذه السوق في جذب المزيد من الزبائن الباحثين عن الفخامة بميزانية معقولة، في وقت تتراجع فيه المبيعات التقليدية، وتواجه الشركات الفاخرة تحديات مستقبلية في جذب المستهلكين الذين أصبحوا أكثر حذراً في إنفاقهم.


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

منذ ساعة
منذ 48 دقيقة
منذ 18 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 38 دقيقة
أريبيان بزنس منذ 5 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعتين
صحيفة الاقتصادية منذ 20 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 8 دقائق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 7 ساعات