يواجه النظام الإيراني أسوأ أزماته منذ سنوات، مع تدهور اقتصادي حاد وتعرضه لسلسلة من الضربات غير المسبوقة، التي أضعفت نفوذه العسكري والجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع سجلت العملة الإيرانية (الريال) انخفاضاً قياسياً إلى 756 ألف ريال في مقابل الدولار، وفقاً لوكالة "رويترز"، بعدما فقدت العملة 46 في المئة من قيمتها العام الماضي، لتصبح العملة الأقل قيمة في العالم، متجاوزة حتى عملات دول فقيرة مثل سيراليون وكيب لاوس.
ومنذ سبتمبر (أيلول) الماضي عانت العملة المتعثرة التداعيات الناجمة عن الضربات المدمرة التي تعرض لها وكلاء إيران، بما في ذلك "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية، إضافة إلى انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ومع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب هجوم صادم شنته جماعات معارضة، فقدت طهران أهم حليف إقليمي لها في الشرق الأوسط، وهو متهم بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه، ولجأ إلى روسيا وترك وراءه دولة منقسمة بشدة.
ويقول الباحث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن بهنام بن طالبلو لشبكة "سي أن بي سي" إن "سقوط الأسد له تداعيات وجودية على الجمهورية الإسلامية، وعلينا ألا ننسى أن النظام أنفق أكثر من عقد من الزمن من ثروته ودمائه وسمعته، لإنقاذ نظام انهار في أقل من أسبوعين".
ويظهر تراجع قيمة العملة حجم المعاناة التي يعيشها الإيرانيون العاديون، الذين يكافحون لتأمين حاجاتهم الأساسية وسط تضخم مرتفع وبطالة متزايدة، بعد سنوات من العقوبات الغربية المشددة، التي تفاقمت بسبب الفساد الداخلي وسوء الإدارة الاقتصادية.
وتعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب باتخاذ موقف صارم ضد إيران، وهو يستعد للعودة للبيت الأبيض بعد نحو ست سنوات من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني بصورة أحادية الجانب وإعادة فرض عقوبات واسعة على البلاد.
من جانبه عبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن استعداد حكومته للتفاوض وإحياء الاتفاق المعروف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الذي تم بموجبه رفع بعض العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، لكن هذه المحاولات تأتي في وقت تؤكد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تخصب اليورانيوم بمستويات غير مسبوقة، إذ وصلت إلى درجة نقاء 60 في المئة، وهي خطوة فنية قصيرة نحو مستوى النقاء اللازم للأسلحة النووية عند 90 في المئة.
انهيار مدخرات المواطنين وارتفاع التضخم
إلى ذلك شهد عام 2024 فقدان إيران نفوذها في غزة ولبنان، والأكثر دراماتيكية في سوريا، بعد أن انهار نظام الأسد بسرعة مذهلة أجبرت طهران على إجلاء ضباط.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية