فشل مجلس النواب اللبناني بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية من الدورة الأولى التي عقدت قبل ظهر اليوم الخميس 9 يناير 2025.
وخلال جلسة شهدت كلمات متتالية لعدد من النواب، وسجال حاد جدا بين النائبة بولا يعقوبيان والنائب سليم عون، جاءت نتائج الاقتراع بحصول قائد الجيش جوزيف عون المرشح الأبرز للفوز بمنصب رئيس، على 71 صوتاً مقابل 37 ورقة بيضاء و18 ملغاة و2 لأسماء أخرى.
ولكن فعليا كم صوت يحتاج رئيس الجمهورية في لبنان ليصبح رئيسا ينتظره اللبنانيون منذ أكثر من سنتين.
كم صوت يحتاج رئيس الجمهورية في لبنان؟ بصفته موظف من الفئة الأولى ووصوله إلى القصر الرئاسي يحتاج "تعديلا دستوريا"، كان من الضروري حصول قائد الجيش جوزيف عون على 86 صوتا خلال الدورة الأولى من جلسة مجلس النواب المخصصة للاقتراع.
وتنص المادة 49 (معدلة) من الدستور اللبناني على ما يلي:
ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفي بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي.
تدوم رئاسته 6 سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد 6 سنوات لانتهاء ولايته.
لا يجوز انتخاب أحد لرئاسة الجمهورية ما لم يكن حائزا على الشروط التي تؤهله للنيابة وغير المانعة لأهلية الترشيح.
لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى وما يعادلها في جميع الإدارات العامة والمؤسسات العامة وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعليا عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد.
في الحالة السائدة اليوم، لم تُطبّق المادة 49 من الدستور بمجرد طرح اسم موظف فئة أولى.
لكن بغض النظر عن ذلك، وباعتبار أن الأمر قد حصل سابقا في العام 2008 يوم انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، كان يحتاج قائد الجيش جوزيف عون لأكثر من 86 صوتا خلال الدورة الأولى ليصبح رئيسا.
ما أهمية الـ86 صوتا؟ بحسب الخبراء الدستوريين، المقصود من حصول المرشح الذي يحتاج إلى تعديل دستوري حتى يتم انتخابه رئيساً على 86 صوتاً ليس من أجل تعديل الدستور بأي شكل من الأشكال، بل هو من أجل تجنيب عملية انتخاب المرشح، المراجعة أمام المجلس الدستوري. والأمر ينطبق على كل دورة يحصل فيها على 86 صوتاً.
وكذلك، بما أن المراجعة أمام المجلس الدستوري تتطلب التوقيع عليها من 43 نائباً، فإن حصول المرشح على 86 صوتاً يعني أنه لا يمكن تأمين 43 صوتا للتوقيع على المراجعة أمام المجلس الدستوري.
وبالعودة إلى جلسة اليوم الخميس، وبعد رفع الدورة الأولى بحصول جوزيف عون على 71 صوتا فقط، علت الأصوات التي أكدت الحاجة إلى الأكثرية المطلقة في الدورات التالية أي 65 صوتا، لاعتباره رئيسا منتخبا.
إلا أنه يبدو أن الأمور تميل إلى اعتماد مبدأ الـ86 صوتا في كل الدورات المقبلة للحصول في النهاية على رئيس للجمهورية اللبنانية.
مواضيع ذات صلة (المشهد)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد