فى عالم يتسم بالتغير السريع والتطور التكنولوجى المتواصل، ظهرت مسميات الأجيال الجديدة لتعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي تشهدها البشرية عبر العقود، من الجيل الصامت الذى عايش حقبة الحروب والأزمات الاقتصادية، إلى "جيل الألفية" الذي نشأ مع بدايات الثورة الرقمية، وصولًا إلى "جيل ألفا"، وفى هذه السطور، نستعرض أسماء الأجيال الجديدة وسماتها الرئيسية، لنلقى الضوء على كيفية تأثر كل جيل بالظروف المحيطة به، وكيف يُسهم كل منهم في صياغة ملامح العالم الحديث.
1- الجيل الصامت (Silent Generation)
وُلد هذا الجيل خلال فترة "الكساد الكبير" فى ثلاثينيات القرن العشرين، وعاصر الحرب العالمية الثانية وتأثر بشدة بالظروف الاقتصادية القاسية والاضطرابات السياسية والاجتماعية، ونشأوا في زمن ما قبل ثورة التكنولوجيا، واعتمدوا بشكل كبير على العمل اليدوى والوسائل التقليدية، ويُعرفون بالتزامهم بالقيم الأخلاقية والعمل الجاد والانضباط، ويميلون إلى المحافظة والابتعاد عن المخاطرة أو التمرد على الأعراف الاجتماعية، ويُعتبر هذا الجيل من أكثر الأجيال التزامًا واستقرارًا، حيث لعب دورًا هامًا فى تشكيل المجتمعات الحديثة وإرساء الاستقرار السياسى والاقتصادى بعد الفوضى التي خلفتها الحروب.
- الفترة: 1928 - 1945
- التسمية بـ"الجيل الصامت": أُطلق عليهم هذا الاسم لأنهم كانوا يميلون إلى تجنب الخوض فى الاحتجاجات أو التعبير الصاخب عن آرائهم مقارنة بالأجيال التي جاءت بعدهم، وعُرفوا بأنهم "صامتون" فى مواجهة الأزمات واختاروا الطرق التقليدية لتحقيق التقدم الشخصى والاجتماعى.
2- جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers) نشأوا فى فترة الازدهار الاقتصادى بعد الحرب العالمية الثانية، وغالبًا ما يُعتبرون الجيل الأكثر تأثيرًا فى الثقافة والاقتصاد، ووُصفت هذه الفترة بالعصر الذهبى للاقتصاد، وتوافرت فرص عمل جديدة، وظهرت طبقة متوسطة قوية، وتأثروا بثورة الموسيقى (مثل موسيقى الروك أند رول) وثورة الثقافة الشبابية فى الستينيات، وكان لهذا الجيل تأثير هائل على الاقتصاد العالمى، حيث كانوا الجيل الأكثر إنفاقًا، وساهموا فى ظهور النزعة الاستهلاكية بفضل عاداتهم الشرائية والازدهار الاقتصادى، وعاشوا بداية الثورة التكنولوجية مثل التلفاز، الهواتف الأرضية، وأول الحواسيب، وازداد الالتحاق بالجامعات والتعليم العالى خلال فترة شبابهم، ولعبوا دورًا مهمًا في التحولات السياسية والاجتماعية الكبرى مثل حركة الحقوق المدنية فى الولايات المتحدة، واحتجاجات ضد الحروب، وخاصة حرب فيتنام، والمساهمة فى تشكيل نظام عالمى جديد خلال فترة الحرب الباردة.
- الفترة: 1946 - 1964
- التسمية بـ "الطفرة السكانية": نتيجة الطفرة السكانية التى حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، عندما شهد العالم زيادة هائلة فى معدلات المواليد بسبب انتهاء الحرب، وتحسن الظروف الاقتصادية، وعودة الجنود إلى عائلاتهم، وهو ما يُعرف بـ"طفرة المواليد" أو "Baby Boom"، والتسمية بـ "الطفرة السكانية" ليست مجرد وصف لزيادة عدد السكان، بل تعكس فترة تاريخية مميزة أثرت على مختلف جوانب الحياة البشرية من الاقتصاد إلى الثقافة والسياسة.
3- جيل إكس (Generation X) يُعرفون بـ "الجيل الضائع" وُلدوا خلال فترة انتقالية بين عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية وبدايات الثورة التكنولوجية، ونشأوا فى ظل أزمات اقتصادية عالمية مثل أزمة النفط في السبعينيات، وتعلموا الاعتماد على أنفسهم مبكرًا نتيجة زيادة معدلات الطلاق والعمل للآباء والأمهات، ويعطون أهمية للتوازن بين الحياة العملية والشخصية، وهو ما جعلهم يتجنبون إرهاق العمل المفرط، وعاصروا طفرة فى الثقافة الشبابية، مثل موسيقى الروك البديلة، والهيب هوب، وأفلام الثمانينيات والتسعينيات.
- الفترة: 1965 - 1980
- التسمية بـ "جيل إكس": الاسم مستوحى من كتاب "Generation X: Tales for an Accelerated Culture" الذى صدر فى 1991، ليعبر عن هذا الجيل الذي لم يكن له هوية أو توجه محدد مقارنة بالأجيال السابقة (الطفرة السكانية) أو اللاحقة (الألفية)، والحرف "X" يرمز إلى الغموض أو التحولات الاجتماعية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة اليوم السابع