حاول الأمريكيون شراءها عام 1946: قصة غرينلاند التي يريد ترامب "اقتناصها" من الدنمارك

تبدو أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بعض الأحيان، وللوهلة الأولى، غريبة وغير تقليدية، لكن المدقق في التاريخ الأمريكي لا يجدها أفكاراً جديدةـ بل حاول الأمريكيون تطبيقها من قبل.

فعلى سبيل المثال، لم يكن ترامب أول من فكر في ضم كندا للولايات المتحدة، فقد حاول الأمريكيون غزوها من قبل خلال حربهم مع بريطانيا التي اندلعت عام 1812.

قصص مقترحة نهاية

كذلك لم يكن ترامب أول من فكر في شراء جزيرة غرينلاند، فالفكرة تعود إلى ستينيات القرن التاسع عشر، عندما كان أندرو جونسون رئيساً للولايات المتحدة.

وفي هذا الإطار، يتحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، يعود تاريخه إلى عام 1867، عن الأهمية الاستراتيجية لغرينلاند مع الإشارة إلى مواردها الواعدة، وأن فكرة الاستحواذ عليها مثالية.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تسعى فيها الولايات المتحدة إلى شراء أرض في القطب الشمالي من دولة أخرى، ففي عام 1867، اشترى الرئيس أندرو جونسون، ألاسكا من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار.

100 مليون دولار ولكن لم يحدث تحرك أمريكي رسمي نحو شراء غرينلاند حتى عام 1946، عندما عرض الرئيس الأمريكي هاري ترومان على الدنمارك 100 مليون دولار مقابل الجزيرة، وكان قد عرض في وقت سابق مقايضة أراض في ألاسكا مع مناطق استراتيجية في غرينلاند، حيث اعتقد المسؤولون الأمريكيون في ذلك الوقت أن السيطرة على غرينلاند "ضرورة عسكرية".

وكان من المفترض أن يظل هذا العرض الذي قدم في عام 1946 سرياً، ولم يتم الكشف عنه على نطاق واسع إلا في عام 1991، عندما نشرت إحدى الصحف الدنماركية وثائق رفعت عنها السرية.

ولكن كانت مجلة "تايم" قد التقطت في عام 1947، لمحة عن تلك الخطة.

فقد جاء في مقال بعدد مجلة "تايم" الصادر بتاريخ 27 يناير/كانون الثاني من عام 1947: "هذا الأسبوع، بينما كان الاستراتيجيون الأمريكيون يدرسون خريطة القطب الشمالي، اعتقد العسكريون في واشنطن، أنه ربما قد حان الوقت المناسب لشراء غرينلاند، إذا استطاعوا".

ورافق المقال خريطة بعنوان "الدوائر القطبية الشمالية"، والتي تظهر دوائر متحدة المركز تنبعث من ألاسكا وغرينلاند، ولم تكن هناك أي كلمة عن العرض السري بقيمة 100 مليون دولار، الذي قدمه المسؤولون الأمريكيون قبل عام للدنمارك، لكن مجلة "تايم"، أشارت إلى أنّ "رجال الجيش" فكروا في إلغاء ديون الدنمارك البالغة 70 مليون دولار مقابل غرينلاند.

وقد حدث ذلك، بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها الولايات المتحدة منتصرة، ولكن الحرب الباردة كانت تختمر بالفعل.

لقد كانت التوترات مع الاتحاد السوفييتي علنية، بما في ذلك بشأن الوجود الأمريكي في القطب الشمالي.

وأشارت مجلة "تايم" إلى أنه "ما دام الجنود الأمريكيون، حتى مشغلي المنارات اللاسلكية وخبراء الأرصاد الجوية، متمركزون في مواقع متقدمة في غرينلاند، فإنّ الولايات المتحدة معرضة لانتقادات من قبل موسكو بسبب "وجود قوات أمريكية على أرض أجنبية".

ميزة عسكرية وأشار مقال "تايم"، إلى أنّ شراء غرينلاند سيكون أفضل وسيلة لحل هذه المشكلة، كما أنه من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة ميزة عسكرية كبيرة ذلك، أن مساحتها 2 مليون كيلومتر مربع، ممّا يجعلها أكبر جزيرة وحاملة طائرات ثابتة في العالم.

وأشارت تايم إلى أن قيمة غرينلاند لن تقدر بثمن سواء في حرب تقليدية أو غير تقليدية، كما أنها سوف تكون موقعاً متقدماً لمواقع إطلاق الصواريخ في المستقبل.

وبالإضافة إلى أهميتها العسكرية، فإن غرينلاند مهمة لرصد الطقس في شمال غرب أوروبا، حيث يتعين تسجيل العواصف في أقرب مكان ممكن من المصدر.

وقد لا تكون المخاوف الاستراتيجية التي ذكرها مقال "تايم" عام 1947، بعيدة عن تلك التي تدور في ذهن ترامب.

ولكن هناك استثناء مهم اليوم، وهو أنه مع تراجع الجليد البحري بفضل الانحباس الحراري العالمي، تبرز منطقة القطب الشمالي التي كانت مغطاة بالجليد بسرعة كطريق بحري جديد محتمل للسفن التجارية والسفن الحربية.

وكان وزير خارجية ترامب السابق، مايك بومبيو قد، قال: "إن الانخفاض المستمر في الجليد البحري يفتح ممرات جديدة وفرصاً جديدة للتجارة، وقد يؤدي ذلك إلى تقليص الوقت المستغرق للسفر بين آسيا والغرب بما يصل إلى 20 يوماً، وقد تصبح الممرات البحرية في القطب الشمالي، بمثابة قناتي السويس وبنما في القرن الحادي والعشرين".

ولكن كما يعرف طلاب التاريخ، فإنّ هذا يعني أن المنطقة المحيطة بغرينلاند، قد تصبح أيضاً موقعاً لأزمة سياسية في القرن الحادي والعشرين.

ماذا نعرف عن غرينلاند؟ غرينلاند هي أكبر جزيرة في العالم، وتبلغ مساحتها 2 مليون كيلومتر مربع، وهي تتمتع بالحكم الذاتي في ظل السيادة الدنماركية حيث أن لها حكومتها وبرلمانها.

ورغم حصولها على الحكم الذاتي من الدنمارك في عام 1979، تظل غرينلاند معتمدة على الدنمارك في الشؤون الخارجية والأمن والشؤون المالية.

وتتمتع الجزيرة بثروات طبيعية كبيرة بما في ذلك اليورانيوم والذهب والأحجار الكريمة واحتياطيات النفط والغاز، وهي منطقة مغطاة بالكامل بالجليد باستثناء المناطق الساحلية الصغيرة في الجنوب والغرب.

وتساهم الدنمارك بثلثي ميزانية غرينلاند، بينما يساهم نشاط الصيد البحري في تمويل بقية الميزانية. وتجذب الثروات المحتملة من غاز ونفط ومعادن الشركات العاملة في هذه المجالات إلى الجزيرة.

وتتمتع الجزيرة بنهار دائم لشهرين في العام، وقد أثار الاحتباس الحراري المخاوف من ذوبان سريع للثلوج في القطب الشمالي.

ويبلغ عدد سكان الجزيرة 57 ألف نسمة فقط، والمسيحية هي ديانتهم الرئيسية، وهم يتحدثون الدنماركية والغرينلاندية، ويعانون من مشاكل اجتماعية، من بينها إدمان الكحول بسبب طول فترة الشتاء القاسي.

وينتمي ما يقرب من تسعة أعشار سكان غرينلاند إلى أصول إنويت. وهم يعرّفون أنفسهم حسب منطقتهم بأنهم كالاليت (سكان غرينلاند الغربيين)، أو إنوجيت (من منطقة ثولي)، أو إييت (سكان غرينلاند الشرقيين)، وهم مختلطون بسلالات المهاجرين الأوروبيين الأوائل. وأكثر من عُشر السكان دنماركيون، وُلِد معظمهم في الدنمارك.

وملك الدنمارك فريدريك العاشر وهو رأس الدولة، بينما رئيس الحكومة المحلية هو ميوتي إيغيدي الذي تولى منصبه في أبريل/نيسان من عام 2021 بعد فوز حزبه اليساري "إنويت أتاكاتيجيت" بالانتخابات البرلمانية.

وقد أعلن إيغيدي مؤخراً عن رغبته في الحصول على الاستقلال عن الدنمارك في أعقاب تعليقات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن شراء المنطقة.

تاريخ المنطقة ويُعتقد أنّ شعب الإنويت عبر إلى شمال غرب غرينلاند من أمريكا الشمالية، في سلسلة من الهجرات التي امتدت من عام 2500 قبل الميلاد على الأقل إلى أوائل الألفية الثانية الميلادية.

وفي عام 982، استقر النرويجي إريك الأحمر، الذي نُفي من أيسلندا بتهمة القتل غير العمد، على الجزيرة المعروفة اليوم باسم غرينلاند. وعند عودته إلى أيسلندا حوالي عام 985، وصف مزايا الأرض المكتشفة حديثاً، والتي أطلق عليها غرينلاند.

وفي عام 986، نظم رحلة استكشافية إلى الجزيرة، أسفرت عن تطوير مستوطنتين رئيسيتين وصل عدد سكانها إلى 6 آلاف نسمة، مما يشير إلى أن درجات الحرارة في.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ 10 دقائق
منذ 8 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 9 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 3 ساعات
قناة العربية منذ 3 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات