ليس قدراً أن تكون منطقتنا هي الأكثر التهاباً على الكوكب، وليس قدراً أن لا تغادرنا أزمة إلا وقد تسللت أزمات تبث سمومها في النسيج الاجتماعي العربي، وليس قدراً أن نغض الطرف عن المتربصين بنا ونرفع السلاح في وجه بعضنا البعض وتستحل فئات دماء أشقاء الوطن. كل ما يحدث على الأرض العربية صناعة تم وضع خطط بعيدة المدى لها، وهذه الخطط يتم تعديلها حسب مقتضيات الحاجة من وقت لآخر.
المحزن أن صنّاع الفتنة وجدوا لدى بعضنا آذاناً صاغية، تسمعهم وتنصاع لإرادتهم وتقبل أن تكون سلاحاً لهدم الأوطان أو تفتيتها وأضعف الإيمان إضعافها وإنهاكها حتى تتحول إلى جسد مشلول عاجز قابل بكل ما يملونه عليها.. درسوا تاريخنا القريب والحديث ووجدوا به الكثير من الفتن، ووجدوا في تاريخنا الحديث والمعاصر الكثير من الظلم، الذي خلّف كراهية وأحقاداً تيسر إشعال الفتن وإشعال نيران الاقتتال الأهلي في أكثر من وطن عربي.
سوريا اليوم هي العنوان، كانت أحد أهداف الخريف العربي. وبعد سقوط الأسد لم يقبل صناع الفتنة أن يتركوا الشعب ليرسم ملامح مستقبله بهدوء، فأشعلوا ناراً في الساحل، اعتداءات على مراكز أمنية وصحية تحولت إلى مواجهات مسلحة بين الجيش وفصائل مسلحة تحت عنوان طائفي مقيت.. ما أكثر الساعين لقلقلة سوريا، في الداخل والخارج، وجيران طامعين في أرض وثروات وقرار سوريا ولا يريدون استقراراً لها ولا لغيرها من بلاد العالم العربي.
وفي المقابل ما أكثر القلقين على مستقبل سوريا الذين يخشون أن تغرق في اقتتال طائفي يعيدها إلى عصور الظلام، أو تتحول إلى خاصرة هشة ينفذ منها الإرهاب إلى باقي الجغرافيا العربية المحملة بتاريخ من المعاناة من الإرهاب والوهن الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي. ويتقدم القلقين على مستقبل سوريا الدول العربية المجاورة لها حدوداً والمتشابكة معها تاريخاً والمشتركة معها مصيراً.
سوريا تعلم جيداً أن الدوران في دائرة الانتقام لا نهاية له، وعواقبه تفكك وتقسيم وهو ما يتمناه الأعداء ومن كانوا أصدقاء ثم أُغلقت الأبواب في وجوههم.. انتقام الماضي من الحاضر أو العكس، وانتقام فئة من فئة، وانتقام فصيل من فصيل، ومحاولات اختبار قوة الدولة ممن كان بيدهم القرار قبل.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية