في الخامس والعشرين من أبريل عام 2016، شهدت المملكة العربية السعودية لحظة تاريخية فارقة تمثلت في إطلاق رؤية السعودية 2030، التي وضعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس الوزراء، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
جاءت هذه الرؤية كمشروع وطني طموح يهدف إلى إعادة صياغة ملامح الاقتصاد والمجتمع السعودي، بعيدًا عن الاعتماد الطويل على النفط الذي جعل الاقتصاد عرضة لتقلبات الأسواق العالمية.
وبمناسبة الذكرى الثامنة لبيعة ولي العهد، يأتي التقرير ليستعرض ما تحقق من إنجازات خلال ثماني سنوات من هذه الرؤية الملهمة، التي شكلت نهجًا جديدًا للتنمية، متجاوزة الخطط الخمسية التقليدية التي افتقرت إلى إطار حوكمة فعال، نحو رؤية شاملة تحمل في طياتها تحديات وطموحات كبرى.
نقطة التحول.. رؤية 2030 وفلسفتها
لم تكن رؤية 2030 مجرد خطة اقتصادية، بل كانت فلسفة جديدة للتنمية تستند إلى ثلاثة محاور رئيسية: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
جاءت هذه الرؤية في وقت كان فيه الاقتصاد السعودي يعاني من تبعات الاعتماد شبه الكلي على النفط، مما جعل الخطط السابقة غارقة في العموميات وعديمة الفعالية أحيانًا.
كانت الرؤية تحديًا في حد ذاتها، سواء في الأفكار التي طرحتها، أو المهارات المطلوبة لتنفيذها، أو السياقات الضرورية لنجاحها.
وتحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تميز بحزم الرؤية والإيمان العميق بأهدافها، بدأت المملكة رحلة التحول الشاملة، حيث كانت السنوات الأولى مرحلة إصلاحات جذرية شملت حوكمة القطاع العام، إعادة هيكلة الوزارات، وتطوير الأنظمة والتشريعات، لتضع الأسس اللازمة لتحقيق الرؤية.
برنامج التحول الوطني.. العمود الفقري للرؤية
كان برنامج التحول الوطني أحد أبرز الأدوات التي مهدت الطريق لتحقيق رؤية 2030، حيث ركز على تطوير العمل الحكومي وبناء البنية التحتية اللازمة للنجاح.
لم يكن هذا البرنامج مجرد تحسين للأداء الحكومي، بل أدخل مفاهيم جديدة مثل رفع كفاءة الإنفاق، وتنمية الإيرادات غير النفطية، وتحقيق التوازن المالي، وتمكين المرأة والشباب في سوق العمل.
تضمن ذلك إطلاق مبادرات تشريعية، وخطط تنفيذية، وتعزيز الشفافية والمراجعة المستمرة، ما استلزم إنشاء هيئات مستقلة مثل هيئة كفاءة الإنفاق، ومركز تنمية الإيرادات غير النفطية، ومركز قياس الأداء.
كما شهدت المملكة إعادة هيكلة كبيرة، مثل دمج وزارة الإسكان مع وزارة الشؤون البلدية، ودمج وزارتي الخدمة المدنية والعمل والتنمية الاجتماعية، لتعزيز الكفاءة وتسريع التنفيذ.
الإنجازات الاقتصادية.. أرقام تتحدث
بعد ثماني سنوات من البيعة، أثمرت جهود رؤية 2030 عن إنجازات اقتصادية غير مسبوقة، فقد ارتفعت الإيرادات غير النفطية إلى مستويات قياسية،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوئام