قراءة الماضي مهمةٌ سهلةٌ وخطيرةٌ في الوقت ذاته، فنحن نجنح للتغني بالماضي ووصفه بالماضي الجميل، وننسب للماضين صفات الرقي في السلوك، وفي الدين وفي الفضل وشيم البر والوفاء، وهذه ليست حقيقة الماضي المطلقة، ففي الماضي عيوبٌ كما في الحاضر نواقصُ وعيوبٌ، وما قصة هابيل وقابيل إلا شهادةٌ عن سيرة البشر الذين جاء وصفهم على لسان الملائكة في خطابهم أمام ربهم، حيث وصفوا البشر بسافكي الدماء والمفسدين في الأرض، وظلّت تلك حال البشر بين مفسدٍ يبتكر كل حيل الفساد وأساليبه، وآخر يحاول إصلاح ما أفسده الأول أو يتلمس حيلاً تحبط إفساده، ومثال الذكاء الاصطناعي تلخص الحال بين فوائده ومضاره. ونحن نعي هذا، ولكننا نظل نتغنى بالماضي، وليس ذلك إلا بمثابة الإعلان عن المفقود عندنا، وكأننا فقط ننعى على أنفسنا كونها خطاءةً وقاصرةً وتمارس واقعياً غير ما نؤمن به ضمائرياً، على أن الماضي ليس قصيدةً وجدانية ولكنه ملحمةٌ فيها دراما وفيها تراجيديا.
ولكن المنهجية في رواية الماضي ليست بالتغني به رغم جمالية التغني وإمتاعيتها ودورها في توبيخ الذات الحاضرة، لكن لابد من التأكيد أن ما مضى ليس بساطاً أخضر، ولكنه ملحمةٌ.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية