لا تزال تفاصيل ما أطلق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يوم التحرير" غير واضحة، لكن الهدف الأساسي واضح تماماً. فقد أشار ترامب منذ أسابيع إلى نيته فرض رسوم جمركية كبيرة على العديد من الواردات إلى الولايات المتحدة.
يرى ترامب وحلفاؤه أن هذه الإجراءات ضرورية لمعالجة الاختلالات التجارية العالمية وتحقيق إيرادات جديدة، في وقت تعمل إدارته على إعادة هيكلة عمل الحكومة الفيدرالية بشكل جذري.
تداعيات خطيرة
لكن المعارضين لهذه السياسات، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، يرون أن الحمائية التجارية التي ينتهجها ترامب ستؤدي فعلياً إلى فرض ضرائب إضافية على المستهلكين الأمريكيين، وقد تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية تشبه الركود التضخمي الذي لم تشهده البلاد منذ عقود.
كما أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إجراءات انتقامية من الدول الأخرى، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون.
لكن بالنسبة لمعارضي التجارة الحرة في فريق ترامب، فإن هذه التوترات قد تكون فرصة لإحياء الصناعة الأمريكية وإعادة التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة، حيث ستضطر الشركات الأجنبية إلى نقل عملياتها إلى الأراضي الأمريكية لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة.
انتقادات واسعة
يؤكد العديد من الاقتصاديين أن سياسات ترامب غير مدروسة وستؤدي إلى نتائج عكسية.
ويقول جريج مانكيو، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد للصحيفة: "يبدو أن ترامب لا يفهم أساسيات الاقتصاد الدولي. العديد من الحجج التي يطرحها تم تفنيدها منذ أكثر من قرنين ونصف في كتاب آدم سميث ثروة الأمم. لم أشهد سياسة اقتصادية أكثر خطأً تصدر عن البيت الأبيض منذ عقود."
وعلى الصعيد الدولي، هناك مخاوف من تفكك العولمة، واضطرابات في سلاسل التوريد، وانهيار الأسواق وسط حالة عدم اليقين.
ويوم الثلاثاء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد برسوم جمركية على السلع والخدمات الأمريكية، رغم شعور العديد من القادة الأوروبيين بخيبة أمل شديدة بسبب هذا التصعيد التجاري.
وأضافت أن "أوروبا لم تبدأ هذه المواجهة. نحن لا نرغب بالضرورة في الانتقام، لكن إذا كان ذلك ضرورياً، فلدينا خطة قوية وسننفذها."
مشاعر معادية لأمريكا في أوروبا
وتُظهر المؤشرات أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا تتجه نحو مزيد من التوتر.
ففي فرنسا، كشف استطلاع للرأي مؤخراً أن غالبية المواطنين يؤيدون مقاطعة المنتجات الأمريكية رداً على سياسات ترامب العدوانية تجاه أوروبا.
وفي ألمانيا، أظهر استطلاع أُجري في مارس (آذار) أن 16% فقط من الألمان يثقون بالولايات المتحدة كحليف.
وفي كندا، أعلن رئيس الوزراء الجديد مارك كارني أن العلاقة التاريخية بين بلاده والولايات المتحدة قد انتهت، مشيراً إلى أنه اختار بريطانيا وفرنسا كأول وجهتين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري