{ بمنظار المنطق فإننا نعيش على أرض تحمل فوقها الكثير من المساحات المقسمة إلى دول وشعوب ومصالح وحضارات وثقافات ومعتقدات ودين وبالتالي لكي تتعايش فلابد من تكامل بين مصالحها وثرواتها وسيادتها واستقلاليتها وحقوقها ! وعبر التاريخ لطالما تسلط الأقوى على الأضعف احتلالا ونهبا ونزاعات وصراعات بين دول وأخرى أو شعوب وأخرى، ولكن لم يحدث قط أن تتمكن دولة واحدة بمفردها من التسلط على العالم كله كما يحدث اليوم !
{ بمنظار الإمبريالية والدكتاتورية العالمية أنتج العالم في القرن العشرين وبعد الحرب العالمية الثانية نظاما دوليا ومؤسسات أممية وفق الرؤى الاستعمارية الغربية التي تسيدت فيها الولايات المتحدة بعد بريطانيا العظمى، وقد شاب ذلك النظام الدولي حتى وقت قريب الكثير من الثغرات والشوائب واللاعدالة حتى تحولت الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى مجرد واجهة لا لتبادل المصالح الدولية ومناقشة قضاياها بالقانون والعدل الدولي المفترض وإنما إلى فرض رؤى ومصالح قوى كبرى وأطماعها وطموحاتها المنفلتة على دول العالم الأخرى غير المتمثلة في مجلس الأمن ليطغى المنظور الغربي المتسلط بقيادة الولايات المتحدة على كل ما عداه من مبادئ دولية وقانونية وإنسانية ! حتى تكشَّف الخلل الكبير في هذا النظام الدولي بكل مؤسساته وبنيها الحقوقية بعد أحداث حرب الإبادة في غزة والتي لا تزال مستمرة !
{ أما اليوم وقد كان العالم منذ سنوات يتهيأ بطرق مختلفة لنظام دولي جديد قائم على التعددية فإذا مع الولاية الثانية للرئيس الأمريكي ترامب يتخذ قرارات جنونية لتوجيه العالم كله نحو مصالح دولة واحدة هي أمريكا ! ولترى دول العالم أن ما عهدوه من نظام دولي سابق رغم الإجحاف الذي فيه وثغراته يتوجه الآن إلى المجهول والفوضى تماما فالرئيس ترامب غير معني بمصالح العالم أو المبادئ الدولية أو الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية أو حتى الأعراف والتقاليد الدبلوماسية لأن كل ذلك يقع في الهامش بالنسبة إليه ولقاعدة أمريكا أولا ليصل به الأمر إلى التكفير في ضم دول أخرى مثل كندا وغرينلاند وقناة المكسيك، بل حتى غزة التي لا تزال الإبادة تمارس طواحين القتل فيها على قدم وساق ! وللعلم فإن أمريكا يمثل عدد سكانها أقل من 4% من سكان العالم فيما كانت حتى اليوم تستهلك 25% من إنتاج العالم !
{ خرج صاحب الحلم الأمريكي وإن على حساب دول العالم كلها بفرض رسوم جمركية شاملة ليطلق ما أسماه البعض بـ«أم المعارك » التجارية ورسومه تبدأ من 10% إلى 46% بل أطلق مع رسومه.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة أخبار الخليج البحرينية