إنه أول يوم في إجازة نهاية الأسبوع، استيقظت صباحاً على صوت تنبيهات الهاتف للرسائل النصية، إنها صديقتي تطلب مني اللقاء لأمر طارئ بعد ساعتين معتذرة عن قيامها بمراسلتي في وقت «مبكر جداً» كانت الساعة حينها تشير إلى الثامنة، نهضت مسرعة وارتديت ملابسي، وذهبت إلى مكان اللقاء، كانت صديقتي تجلس منتظرة في إحدى زوايا المقهى القريب من منزلي، وما إن وصلت حتى وقفت مرحبة مكررة اعتذارها لمراسلتي في وقت مبكر من صباح يوم الإجازة، قلت لها مطمئنة «لا بأس لقد كانت الساعة الثامنة ليس إلا» نظرت إلي باستغراب، وحولت نظرها إلى ساعة يدها، وقالت «الساعة الآن التاسعة وأنا راسلتك في تمام السابعة، وظننت حينها أنك مازلت نائمة» محتارة قلت لها «لكن ساعتي تشير إلى العاشرة وليس التاسعة» لحظة صمت كسرتها ضحكة خجولة منها وقالت مستدركة «يا إلهي لقد نسيت تماماً إعادة ضبط ساعتي بعد عودتي من السفر، لقد كنت مسافرة إلى إحدى الدول التي يتأخر فيها التوقيت عنا بفارق ساعة كاملة، لذا ظننت أنني راسلتك في وقت مبكر جداً».
للحظة جلست أتأمل الموقف، ماذا لو أن لكل منا توقيتاً خاصاً به مختلف عن الآخر؟ ماذا لو أن ساعتي متأخرة أو متقدمة بفارق ساعة أو ساعتين عن الآخرين دائماً؟ كيف كانت ستمضي أحداث اليوم؟ لو أنني قدمت ساعتي للأمام بفارق ستين دقيقة مثلاً هل يعني ذلك أنني كسبت ساعة كاملة من الزمن عن غيري من الناس؟ يُقال دائماً إن الوقت ما هو إلا مجرد وهم، وإن الثواني والدقائق والساعات لا تساعدنا في تنظيم الوقت، ولكنها تساعدنا في تقييده، فكر جيداً ألم تشعر مرة بالخذلان؛ لأنك نظمت يومك على أساس قيامك بالمهام في ساعات محددة جداً وعند انتهاء الوقت المحدد شعرت بالإحباط لأنك لم تنجز المهمة المطلوبة، في حين أنك مازلت تملك من الوقت ما يكفي لأن تعمل وتنجز؟ نعم هذه هي الحقيقة نحن نملك الوقت لا هو.
ما يثير الحيرة حقاً إنه لو كان لكل منا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن البحرينية