يرى بنك أوف أميركا أن السلع، التي غالباً ما تُهمّش لصالح الأسهم أو العملات الرقمية، ستكون الرهان الأقوى للمستثمرين في العام المقبل. قال فريق الاستراتيجيين بقيادة مايكل هارنيت إن مجموعة عوامل اقتصادية، تمزج بين النمو القوي والتحفيز المالي والنقدي وتضخم أعلى، قد تجعل 2026 عاماً ذهبياً لهذه الفئة من الأصول.
يصف البنك استراتيجيته بأنها «تشغيل اقتصادي ساخن»، إذ يستفيد المستثمرون من بيئة ينشط فيها الطلب وترتفع فيها الأسعار والإنفاق الحكومي مع بقاء السياسة النقدية أقل تشدداً. الذهب يقود والطاقة تعود كرهان معاكس قوي شدد الاستراتيجيون على أن الرهان الأفضل بلا منازع هو السلع، وأضافوا أن الرهان المعاكس الأقوى هو النفط والطاقة، وهما القطاعان اللذان عاد إليهما الاهتمام بعد سنوات من التراجع النسبي في المحافظ الاستثمارية.
كان الذهب أبرز الأمثلة، إذ قفز نحو 60% خلال العام الجاري متجهاً نحو أفضل أداء له منذ سبعينيات القرن الماضي، مستفيداً من توقعات التضخم واعتباره ملاذاً آمناً في بيئة عالمية مضطربة. عائدات تتفوق على الأسهم في 2025 والزخم مستمر حقق القطاع بالفعل عاماً استثنائياً، ارتفع صندوق فانغارد كوموديتي استراتيجي Vanguard Commodity Strategy، أحد أشهر الصناديق المتخصصة في السلع، بنحو 17% منذ بداية 2025، متجاوزاً مؤشر إس آند بي 500. كما ارتفع قطاع الصناعات في المؤشر ذاته بنسبة 17%، فيما صعدت المرافق العامة بنحو 15% والطاقة بنحو 7%.
هذه المكاسب، وفقاً للبنك، ليست مؤقتة، بل تدل على تحول هيكلي يقوده الاستثمار في البنية التحتية الرقمية الضخمة لمراكز البيانات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي تستهلك كميات هائلة من المعادن والطاقة. لماذا يتوقع البنك استمرار الصعود في 2026؟ يشير بنك أوف أميركا إلى مجموعة قوى اقتصادية تدعم استمرار الزخم في قطاع السلع خلال 2026. أول هذه القوى هي السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يرى البنك أنها ستغذي النمو عبر تخفيضات ضريبية محتملة وإنفاق كبير على البنية التحتية والدفاع.
هناك أيضاً تراجع جاذبية السندات، إذ أدى الإنفاق المالي الضخم في أميركا خلال السنوات الأخيرة إلى تقليص دورها كملاذ آمن، ما دفع مزيداً من المستثمرين للبحث عن بدائل ذات عائد أعلى، وفي مقدمتها السلع. كذلك يُضيف البنك أن «تفكك العولمة»، نتيجة التوترات الجيوسياسية، وتعطل سلاسل التوريد، وتزايد الحواجز التجارية، يعزز الطلب على المواد الأولية التي تدخل في إنتاج وتوريد معظم السلع النهائية. تحسّن محتمل في العلاقات الدولية قد يدفع أسعار النفط للارتفاع أشار الاستراتيجيون أيضاً إلى احتمال أن يؤدي أي تقارب بين روسيا وأوكرانيا إلى دفع أسعار النفط للصعود مجدداً، في حال عاد الاستقرار إلى الإمدادات العالمية. وكتب الفريق «ترامب يدير الاقتصاد ساخناً والنفط ينتعش بعد انفراجة روسية أوكرانية، قريباً ستبدو معظم مخططات السلع مثل الذهب».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
