أوروبا بين الاستراتيجية الأمريكية ونداء السيادة الوطنية.. بقلم: يسرا عادل #صحيفة_الخليج

لا يمكن فهم التحركات الأوروبية الأخيرة خارج ظل الوثيقة الثقيلة التي أصدرتها واشنطن قبل أيام: استراتيجية الأمن القومي الأمريكية 2025، ذلك النص الممتد على 33 صفحة بدا أشبه بكشف حساب قاس للعالم أكثر منه برنامجاً دبلوماسياً. ففي ثنايا الوثيقة ترد عبارة صدمت المزاج الأوروبي وتركته مكشوفاً أمام نفسه والعالم: تحذير من اندثار حضاري يهدد أوروبا، وربما اختفاؤها خلال عقدين فقط بحسب الزعم الأمريكي.

لم تكن العبارة مجرد توصيف قاس، بل إفشاء علني لما كان يُقال همساً: أن أوروبا في نظر الحليف الأكبر لم تعد شريكة ندية، بل قارة تتآكل داخلياً بديمغرافيتها، اقتصادياً وأمنياً، وتعيش على مظلة لم تعد قادرة على حمايتها. ولأن أوروبا التقطت الرسالة قبل أن تعلن رسمياً عبر التقرير، فقد بدأت تتصرّف كمن اكتشف أنه يعيش في زمن انتهى دون أن ينتبه. قارة تبحث عن موقع جديد تحت الشمس، خارج العباءة الأمريكية، وربما خارج المدار الاستراتيجي الذي صاغته الحرب الباردة.

تتحرك أوروبا اليوم كما لو أنها وصلت إلى العتبة الأخيرة من صبر التحالف. لحظة تشبه كسر العظم مع واشنطن، لا لأن العلاقة انهارت، بل لأنها بلغت مستوى من التوتر لم يعد يسمح بترف الإنكار.

في بروكسل، يسود يقين جديد: إن التخلي عن كييف-ولو تكتيكياً-هو إشارة صريحة إلى أن التخلي عن أوروبا بأكملها ليس أمراً مستحيلاً. وأن الحارس الأمريكي الذي تولى أمن القارة لسبعة عقود لم يعد الحارس ذاته، ولا يحمل الالتزامات نفسها. وضمن هذا الإدراك، يمكن فهم موجة التحركات التي انطلقت الأسبوع الماضي، والتي بدت كأنها إعادة هندسة شاملة للسياسة الخارجية الأوروبية.

باريس... ترسم خطاً خارج الظل الأمريكي أولى الإشارات جاءت من باريس. زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى بكين في ذروة احتدام المواجهة الأمريكية-الصينية، وفي وقت كانت فيه واشنطن تضغط على أوروبا لتوحيد الصف ضد الصين، كانت خطوة سياسية محسوبة: باريس تريد أن تفاوض أقطاب النظام الدولي مباشرة، لا عبر وسيط أمريكي يحدد إيقاع الدور الأوروبي وسقفه. إنها محاولة لصياغة صف أوروبي جديد، صف لا يخرج عن أوروبا بل يحاول إخراج أوروبا من دور المتلقي.

روما... جنوباً نحو الخليج أما روما فاختارت الجنوب. حين أعلنت جورجيا ميلوني من المنامة أن إيطاليا ستكون بوابة أوروبا إلى الخليج، لم يكن ذلك مجرد استثمار في لحظة اقتصادية، بل تأسيس لمحور أوروبي-خليجي يوازي المحور الأمريكي التقليدي.

ميلوني تقرأ الخارطة الجديدة: الخليج ساحة تنافس رباعي -أمريكي-صيني-روسي-أوروبي، وأوروبا لم تعد تريد أن تبقى الملحق.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الخليج الإماراتية

منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 10 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 12 ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ 9 دقائق
موقع 24 الإخباري منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 19 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ ساعتين
موقع 24 الإخباري منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 23 ساعة
الإمارات نيوز منذ 8 ساعات